آخر الأخبار

واشنطن تنسحب والمغرب يعيد رسم معادلات القوة

في خطوة قد تكون حاسمة في مسار النزاع الإقليمي، تتجه الولايات المتحدة نحو إنهاء أو تقليص تمويلها لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، وهو ما قد يعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

تأتي هذه الخطوة في ظل مراجعة واشنطن لأولويات إنفاقها الخارجي، حيث يغطي التمويل الأميركي نحو 90% من ميزانية البعثة، ما يجعل استمرارها رهينًا بالقرار الأميركي المرتقب في الأمم المتحدة.

و على الجانب الآخر، لم يعد المغرب يعوّل على دور المينورسو في إدارة النزاع، بل انتقل إلى مرحلة الفعل الميداني، فقد عمل خلال السنوات الأخيرة على تحريك الجدار الأمني، وتطوير البنية التحتية عبر مدّ الطرق وفتح معابر حدودية جديدة، فضلًا عن توسيع نطاق نفوذ الجماعات الترابية، مثل جماعة أمغالا، التي باتت جزءًا من استراتيجية تعزيز السيطرة الميدانية.

كما شهدت المناطق العازلة تحركات عسكرية تهدف إلى فرض الأمر الواقع وقطع الطريق على أي محاولة لتغيير المعادلة الميدانية.

و مع تراجع الدور الأممي، يبدو أن النزاع يدخل مرحلة جديدة تنهي حالة الجمود التي استمرت لعقود ،حيث ان المغرب، الذي عزز موقفه ميدانيًا وسياسيًا، يتحرك وفق رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى فرض سيادته على المنطقة، بينما تبدو خيارات خصومه محدودة، خاصة بعد الضربات العسكرية التي أضعفت الجماعة الانفصالية وجعلتها في موقف دفاعي هش.

وقد يكون قرار واشنطن نقطة تحول فاصلة، لكنه أيضًا يعكس واقعًا جديدًا تتشكل ملامحه على الأرض، حيث لم يعد الانتظار خيارًا، بل أصبحت المبادرة والتحركات الفعلية هي المحدد الأساسي لمعادلات القوة في المنطقة.

المقال التالي