آخر الأخبار

تضارب حكومي حول تحقيق مليون منصب شغل …وعود متناقضة وسوق عمل متذبذب

كشفت تصريحات متضاربة صادرة عن وزراء وقياديين في حزب الاستقلال، أحد مكونات التحالف الحكومي، عن عدم انسجام واضح في تقديرات الحكومة بشأن تحقيق وعدها بتوفير مليون منصب شغل خلال ولايتها الحالية.

فقد أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة،الامين العام لحزب الاستقلال خلال حلوله ضيفًا على برنامج نقطة إلى السطر على القناة الأولى، أن تحقيق هذا الرقم الطموح من الوظائف أصبح أمرًا صعبًا في ظل الظروف الراهنة،مشددا على أن الأهم ليس فقط تحقيق الرقم الموعود، بل خلق دينامية إيجابية في سوق الشغل وتقليص نسب البطالة.

في المقابل، أدلى وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، المنتمي لنفس الحزب، بتصريحات أكثر تفاؤلًا، حيث أشار إلى أن تحقيق مليون منصب شغل لا يزال ممكنًا، لكنه ربط ذلك بتحسن الظروف، خاصة المناخية، مثل هطول الأمطار وتأثيرها على القطاعات الاقتصادية، لا سيما الفلاحة ،كما أقر بأن الحكومة لا تخلق فرص شغل كافية، لكنها مطالبة بالوفاء بتعهداتها.

هذه التصريحات تكشف عن صعوبات اقتصادية تواجهها الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش، والتي كانت قد التزمت بتوفير مليون منصب شغل ضمن برنامجها الحكومي ،إلا أن المؤشرات الاقتصادية، إلى جانب تداعيات الجفاف وتقلبات السوق العالمية، تضع هذا الالتزام أمام اختبار صعب.

هذا، وقد انتقد مراقبون الأداء الحكومي في هذا المجال، معتبرين أن الحكومة لم تنجح في تحقيق وعودها الانتخابية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتأثير الأوضاع الاقتصادية العالمية على السوق المحلية،كما تواجه الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي – التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال – ضغوطًا متزايدة لتقديم حلول واقعية بدلًا من الوعود غير القابلة للتحقيق.

و يبقى ملف التشغيل أحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الحالية، وسط تساؤلات حول مدى قدرتها على تحقيق تعهداتها الانتخابية في ظل المعطيات الاقتصادية الراهنة ،ومع تزايد الانتقادات والتناقضات داخل مكوناتها، تظل قدرة الحكومة على استعادة ثقة المواطنين رهنًا بإجراءات ملموسة تعكس واقعًا اقتصاديًا أكثر استقرارًا.

المقال التالي