آخر الأخبار

عزيز أخنوش وكريم أشنكلي.. فشل مزدوج يقود التجمع الوطني للأحرار إلى التصدع بسوس ماسة

يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة سوس ماسة واحدة من أصعب فتراته التنظيمية، وسط تصدعات داخلية وصراعات بين قياداته، زادها سوءاً الأداء المتواضع لمنسقه الجهوي، كريم أشنكلي، الذي فشل في ضبط التوازنات السياسية داخل الحزب، كما أخفق في تحقيق تنمية ملموسة على مستوى مجلس الجهة الذي يترأسه.

فمنذ توليه مسؤولية التنسيق الجهوي، لم يتمكن أشنكلي من توحيد صفوف الحزب، بل ساهم في تفاقم الانشقاقات عبر إقصاء بعض القيادات ودعم تيارات دون أخرى، وهو ما تجلى في قراره إبعاد المنسق الإقليمي السابق، رشيد بوخنفر، وتعويضه بـعبد الله بولغماير، الذي لم ينجح بدوره في احتواء الأزمة.

كما زاد التقسيم التنظيمي لأكادير إداوتنان الطين بلة، حيث أصبح الحزب يعيش حالة غير مسبوقة من التشرذم الداخلي.

وفي محاولة لترميم صورته السياسية، لجأ أشنكلي إلى تنظيم إفطار رمضاني، غير أن هذه الخطوة فضحت حجم الشرخ داخل التنظيم، حيث استبعد قيادات وازنة، بينما دعا خصومه السابقين، في مناورة فُسرت على أنها محاولة يائسة لكسب دعم سياسي جديد.

و بعيداً عن المشاكل الداخلية للحزب، فشل أشنكلي أيضاً في تحقيق طفرة تنموية حقيقية بجهة سوس ماسة، حيث شهدت ولايته على رأس مجلس الجهة غياب مشاريع كبرى تعيد للمنطقة مكانتها الاقتصادية ،وظلت الجماعات الهامشية تعاني من التهميش، في وقت لم يتمكن المجلس من تنفيذ البرامج التنموية التي وعد بها.

هذا التعثر في تنزيل المخطط الجهوي للتنمية (PDR) زاد من فقدان الحزب شعبيته في المنطقة، حيث لم يلمس المواطنون أي تغيير ملموس في واقعهم اليومي، بل زادت وتيرة الانتقادات تجاه تدبير المجلس الجهوي.

يأتي هذا الإخفاق الجهوي في سياق أكبر يعكس ضعف القيادة الوطنية للحزب، برئاسة عزيز أخنوش، الذي يواجه بدوره انتقادات لاذعة على مستويين، كرئيس للحكومة: لم ينجح أخنوش في تنفيذ وعوده الانتخابية الكبرى، حيث ارتفعت تكاليف المعيشة، وظل المواطنون ينتظرون إصلاحات لم تتحقق بعد. ،و كرئيس لمجلس جماعة أكادير: بدلاً من تحقيق تنمية محلية، لجأ أخنوش إلى إغراق الجماعة بالقروض، مما يهدد مستقبلها المالي، دون أن ينعكس ذلك على تحسين الخدمات الأساسية أو البنية التحتية بشكل ملموس.

وو في ظل هذه الإخفاقات المتتالية، يواجه التجمع الوطني للأحرار خطر خسارة موقعه السياسي في الجهة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة.

هذا، و يبقى الأكيد أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تراجع نفوذ الحزب، ليس فقط في سوس ماسة، ولكن على المستوى الوطني أيضاً، ما قد يعيد رسم المشهد السياسي خلال السنوات القادمة.

المقال التالي