الأمين العام للحزب المغربي الحر “شارية”: وهبي يقوم بخدمة “لأجندات مكشوفة” تحارب التشريعات الإسلامية

خلق وزير العدل عبد اللطيف وهبي جدلا واسعا من جديد، وذلك خلال جلسة المناقشة التفصيلية لمشروع قانون المسطرة الجنائية داخل لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب يومه الثلاثاء 11 مارس الجاري.

حيث انتقد أعضاء في اللجنة حذف عبارة “تعاليم الدين الإسلامي” من ديباجة المشروع، معتبرين ذلك جرأة على ثوابت الأمة. وردًا على هذه الانتقادات، قال وهبي إنه لا يوجد نص صريح يشير إلى اعتماد المرجعية الإسلامية في الإطارات المرجعية المعتمدة للصياغة، مضيفًا أن “الديانة تحكم وتفصل بين الحق والباطل، لكن المساطر تبقى وضعية وليست مهمة دينية”، كما أشار إلى أن الإشارة إلى المرجعية الإسلامية قد تلغي حقوق معتنقي الديانات الأخرى، مثل يهود المغرب.

وفي هذا السياق، قال إسحاق شارية، المحامي والأمين العام للحزب المغربي الحر، على كلام وزير العدل عبداللطيف وهبي، قائلا: “دستور المملكة المغربية يؤكد على أن المغرب دولة إسلامية، غير أن العذر الذي ساقه الوزير خطير جدًا وتمهيد لقوانين أكثر خطورة، حيث ادعى أن في ذلك ضمان لحقوق اليهود”. وتساءل شارية: “هل يقصد الوزير أن اليهود المغاربة كانوا مضطهدين في ظل القوانين ذات المرجعية الإسلامية؟ وهو ما لم يثبت في أي حقبة زمنية في ظل مؤسسة إمارة المؤمنين”.

وأورد شارية منتقدًا تصريحات وهبي: “إن أخطر ما يقوم به الوزير هو سعيه الحثيث لاجتثاث المغرب من عروقه وجذوره التشريعية، خدمة لأجندات أصبحت مكشوفة، وهو ما لا يمكن السماح به أو التفريط فيه لأنه باب للفوضى والفتن”. وأضاف: “المرجعية الإسلامية مصدر من مصادر التشريع، وسيبقى المغرب أمة إسلامية وستبقى، والأقليات مرحب بها تحت ظل القانون وإمارة المؤمنين الممتدة أصولها إلى الدوحة المحمدية الشريفة ونور الإسلام المنفتح والمعتدل”.

وجدير بالذكر ان الجدل حول حذف المرجعية الإسلامية من ديباجة المسطرة الجنائية ليس مجرد خلاف على صياغة قانونية، بل هو انعكاس لصراع أوسع بين توجهين: الأول يُطالب بتشريعات تستند إلى هوية المغرب الإسلامية، والثاني يدفع نحو قوانين أكثر انفتاحًا وشمولية، تأخذ بعين الاعتبار التعددية الدينية للمجتمع المغربي. وفي ظل هذا التوازن الدقيق بين الهوية والانفتاح، يبقى السؤال المطروح: كيف يمكن للمشرِّع المغربي أن يُحقق معادلة تحافظ على المرجعية الإسلامية للدولة، دون المساس بحقوق الأقليات الدينية التي تُشكّل جزءًا من تاريخها العريق.