الولايات المتحدة الأمريكية توقف نهائيا المساعدات للمغرب وليبيا

بعد أن كان قد أعلن في البداية عن تجميد مؤقت للمساعدات الأمريكية إلى كل من المغرب وليبيا في انتظار إعادة تقييم الموقف عقب وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية، كشف موقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي أن تعليق المساعدات التنموية قد أصبح واقعًا لا رجعة فيه، مع الإبقاء فقط على التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وكل من الرباط وطرابلس.
وأوضح الموقع أن إدارة ترامب قد اتخذت قرارًا مفاجئًا بتجميد جميع المساعدات المالية المخصصة للمشاريع التنموية في كلا البلدين، لتضع بذلك حداً لشراكات مالية كانت قائمة منذ سنوات.
ووفقًا للمصدر نفسه، فإن واشنطن مزقت فعليًا تعهداتها بتقديم الدعم المالي المباشر، لا سيما بعد تفكيك وكالة التنمية الأمريكية “USAID” وإعادة تقييم الأولويات الاستراتيجية التي تحكم التوجهات الأمريكية في منطقة شمال أفريقيا.
وكانت المساعدات الأمريكية قد شملت تمويل مشاريع حيوية في المغرب وليبيا، خاصة في قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية. وفي المغرب، على سبيل المثال، كانت المشاريع التي تدعمها “USAID” تلعب دورًا كبيرًا في تطوير المناطق النائية وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة من الزلزال. أما في ليبيا، فقد ساعدت المساعدات الأمريكية في إعادة بناء المستشفيات والمدارس، بالإضافة إلى مشاريع تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.
ويهدد قرار تعليق المساعدات الأمريكية بتعطيل العديد من المشاريع التنموية في البلدين. في المغرب، حيث كانت تساهم الوكالة الأمريكية في تمويل العديد من البرامج الصحية والتعليمية في المناطق الأكثر حاجة، بما في ذلك مشاريع إصلاح المدارس المتضررة من الزلزال في الحوز. أما في ليبيا، فقد كانت المساعدات الأمريكية تدعم جهود إعادة الإعمار وتطوير القطاع الصحي في مناطق تضررت من الحرب المستمرة منذ 2011.
وفي ضوء هذا التحول، بدأت حكومات المغرب وليبيا في البحث عن شركاء آخرين لتعويض هذا النقص الحاصل في التمويل الأمريكي. وفي المغرب، أكدت مصادر حكومية أن هناك مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي لضمان استمرارية بعض المشاريع التنموية. كما تم إطلاق محادثات مع منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، حول إمكانية تأمين تمويلات بديلة للمشاريع التي كانت تعتمد على الدعم الأمريكي.
تعليقات