آخر الأخبار

معرض “أليوتيس” للصيد البحري … إقصاء البحارة و تجاهل مشاكلهم لاستعراض الصور

شهد معرض “أليوتيس” الدولي للصيد البحري، المنظم بمدينة أكادير، انتقادات حادة من قبل البحارة والصحفيين المحليين، وسط اتهامات بتجاهل القضايا المهنية والاجتماعية للعاملين في القطاع البحري، بالإضافة إلى فرض قيود إعلامية غير مسبوقة.

و عبر عدد من البحارة عن استيائهم من تهميش قضاياهم في المعرض، الذي افتتحه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مشيرين إلى أن التركيز انصبّ على التكنولوجيا والابتكار، بينما تم إغفال التحديات اليومية التي يواجهونها ،مشددين على أن تحسين ظروف العمل، وتعزيز التغطية الاجتماعية، والاهتمام بالمخاطر التي يواجهونها يجب أن تكون ضمن الأولويات، وليس مجرد قضايا هامشية في النقاشات المرتبطة بتطوير القطاع.

وفي سياق آخر، شهد المعرض موجة غضب واسعة بين الصحفيين، خصوصا المحليين منهم، بسبب ما وصفوه بالإقصاء الممنهج من تغطية الحدث ،حيث تم منح التغطية الإعلامية لجهات محددة، فيما مُنع العديد من الصحفيين المستقلين من حضور الافتتاح الرسمي، الأمر الذي أثار تساؤلات حول واقع حرية الصحافة في المغرب.

وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، تم اعتماد نظام “الشارات الملونة” لتحديد الامتيازات الممنوحة لكل فئة من الصحفيين، ما أدى إلى شعور بالتمييز بين الإعلاميين، حيث استفادت بعض المؤسسات من دعم مالي وإقامة فاخرة، بينما تم تهميش الآخرين وحرمانهم من أي تغطية لوجستية.

لم يكن المعرض مجرد حدث اقتصادي، بل تحول إلى منصة لتلميع صورة رئيس الحكومة، حيث أشرفت شركة تواصلية مقربة من مجموعته الاقتصادية على تنظيم مشاهد استقبال مفتعلة، بهدف تحسين صورته بعد تراجع شعبيته ،اذ شهدت التغطية الإعلامية الرسمية انتقائية واضحة، حيث طغت المشاهد الاحتفالية المصطنعة، وسط غياب حقيقي للنقاشات الجادة حول أوضاع الصيد البحري في المغرب.

بالإضافة إلى ذلك، عانت النسخة الحالية من “أليوتيس” من ضعف التنظيم وغياب مبدأ تكافؤ الفرص، سواء في التغطية الإعلامية أو في إدراج قضايا العاملين في القطاع ،ويطرح هذا الوضع تساؤلات حول مدى احترام حرية التعبير واستقلالية الإعلام، في ظل استمرار سياسات الانتقائية والقيود المفروضة على الصحفيين المستقلين .

هذا، و أظهر معرض “أليوتيس” 2025 أن التحديات التي تواجه قطاع الصيد البحري لا تقتصر على التكنولوجيا والاستدامة، بل تمتد إلى قضايا اجتماعية ومهنية تتطلب نقاشا جادا وإشراكا فعليا للبحارة والصحفيين، بدل تهميشهم في مثل هذه المحافل الدولية.

المقال التالي