الأحزاب الحاكمة بين “التسخينات الانتخابية” وتجاهل معاناة المغاربة
بينما يواجه المغاربة ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، تنشغل الأحزاب الثلاثة المشكّلة للأغلبية الحكومية بالتحضير للانتخابات المقبلة لسنة 2026، متجاهلةً التحديات اليومية التي تثقل كاهل المواطنين.
و يُظهر حزب الأصالة والمعاصرة (التراكتور) ثقة كبيرة بإمكانية اكتساح الانتخابات المقبلة، معتبرًا أن شعبيته قد تعززت رغم الانتقادات التي طالت أداءه الحكومي، خاصةً فيما يتعلق بضعف تنفيذ الإصلاحات ،واستمرار وزير العدل عبد اللطيف وهبي في توجيه دعوات قضائية ضد الصحفيين و المدونين .
فيما أن حزب التجمع الوطني للأحرار (الحمامة) يُبدي طموحًا مستمرًا في قيادة الحكومة المقبلة، مع تأكيده أنه يعمل لتحقيق التنمية ،لكن الواقع يشير إلى تصاعد الاستياء الشعبي نتيجة غياب تأثير ملموس للسياسات المعلنة على الحياة اليومية.
وبخصوص حزب الاستقلال (الميزان) احد أذرع التحالف الحكومي ، فيُروج لفكرة تشكيل “حكومة عالمية”، في إشارة إلى طموحاته في تحقيق إنجازات ضخمة ،ومع ذلك، يواجه الحزب انتقادات لعدم تمكنه من المساهمة في إيجاد حلول ناجعة للأزمات الراهنة.
فبينما تُطلق الأحزاب وعودها الانتخابية، يعيش المواطن المغربي في ظل معاناة اقتصادية تتفاقم يومًا بعد يوم ،اذ وصلت أسعار اللحوم إلى 120 درهمًا للكيلوغرام ،في حين أن أسعار الدجاج تجاوزت 25 درهمًا للكيلوغرام ،بالاضافة إلى أن البطالة ارتفعت بدورها إلى 21%.
تجذر الإشارة إلى أن قطاع المحروقات يشهد بدوره مستويات غير مسبوقة من الارتفاع ، مما يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية ،في غياب أي إجراءات حكومية للتخفيف من معاناة المغاربة .
و في ظل هذه المعطيات، يتساءل المواطنون عن أولويات الأحزاب الحاكمة: هل ستواصل التركيز على “التسخينات الانتخابية”، أم ستواجه الواقع وتتخذ خطوات عملية للتخفيف من معاناة المغاربة؟ الوقت يضغط، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على المحك.
تعليقات