آخر الأخبار

“تاكلا”.. أكلة أمازيغية برمزية التآزر وارتباط بالأرض

يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية، التي تصادف 14 يناير من كل سنة، بتقليد مميز يزين موائدهم، وهو إعداد أكلة “تاكلا” ،هذه العصيدة التقليدية تحمل في طياتها رمزية عميقة للتضامن والترابط العائلي، إذ يتم تحضيرها بمشاركة نساء الأسرة في بيت الجد أو الجدة.

و تتكون “تاكلا” من دقيق الشعير أو الذرة، يتم مزجه مع الماء والملح، ويطبخ حتى يتماسك ليقدم في إناء دائري يعرف بـ”تاقصريت”،اذ يُزين وسط الطبق بحفرة صغيرة تملأ بزيت الزيتون أو زيت الأركان، وتتناول العائلة الأكلة باليد أو بالملعقة، في أجواء من البهجة والتقاسم.

وتعد “تاكلا” أكثر من مجرد أكلة تقليدية،فهي تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه وزراعته البسيطة،حيث يشير يشير العديد من الباحثين أن الأكلة ترمز إلى “تدبير القلة والندرة”، خاصة مع حلول السنة الزراعية الجديدة، حيث موارد الطبيعة في أوج ندرتها خلال الشتاء.

ترافق طقوس تقديم “تاكلا” أجواء من الفرح والرقص، مع ترديد أشعار أمازيغية تراثية احتفاء بالمناسبة ،ويزين بعض الأهالي الطبق بحروف “تيفيناغ”، ويكتب عليه عبارات تبعث التهاني بمناسبة “إض يناير” (رأس السنة الأمازيغية).

من الطقوس الفريدة لهذه المناسبة، وضع نواة تمر داخل “تاكلا”، ومن يجدها يعتبر محظوظا في السنة الجديدة، ما يضفي عنصرا من المرح على هذا التقليد.

هذا، وتقدم “تاكلا” في مواسم أخرى مثل موسم الحرث والحصاد، ما يعكس ارتباط الأمازيغ بتاريخهم الزراعي العريق ، ومع إقرار الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية في دستور 2011، يواصل المغاربة الاحتفاء بهذا الإرث الثقافي المميز.

“أسكاس أماينو إيغودان”
(سنة أمازيغية جديدة وسعيدة).

المقال التالي