آخر الأخبار

ذكرى 11 يناير 1944: الدروس والأخلاق من وثيقة الاستقلال

تشكل الذكرى 81 لإصدار وثيقة الاستقلال يوم 11 يناير 1944، التي يحتفل بها المغاربة اليوم السبت، حدثا تاريخيا سيظل محفورا إلى الأبد في الذاكرة الجماعية للشعب المغربي، نظرا لأهميته على المسار النضالي الاستقلال والحرية.

إن هذه الوثيقة النضالية، التي تأتي تتويجا لعدة أحداث وطنية ودولية وسنوات من المقاومة المسلحة والسياسية، وهي نتيجة اتفاق بين المغفور له السلطان محمد الخامس وقادة المقاومة، تمثل خطوة فاصلة في مسار النضال الوطني.

وبالفعل، فإن تاريخ النضال الوطني من أجل الاستقلال مليء بلحظات حاسمة، مثل الانتفاضة ضد “الظهير الأمازيغي” عام 1930 وتقديم لجنة العمل المغربية، جوهر الحركة الوطنية، لمخطط إصلاحي للبلاد، الحكومة الفرنسية في عامي 1934 و1936.

كان السياق الدولي يغلي بإندلاع الحرب العالمية الثانية وظهور دعوات لإنهاء الاستعمار مع نشر ميثاق الأطلسي لعام 1941، وهو وثيقة تجمع سلسلة من المبادئ التي تهدف إلى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وفي هذه الظروف، وقع 67 قياديا في المقاومة المغربية، من بينهم امرأة واحدة، على هاته الوثيقة، بالتشاور مع السلطان الراحل محمد الخامس، للمطالبة باستقلال المغرب. وتم تقديم الوثيقة بعد ذلك إلى السلطات الاستعمارية وممثليات القوى الثلاث (الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي السابق).

تبدأ الوثيقة بمطالب الحركة الوطنية الداعية إلى وحدة المغرب واستقلاله وإلى التفاوض مع البلدان المعنية والمطالبة، بالإضافة إلى ذلك، بانضمام المغرب إلى الميثاق الأطلسي. ومشاركتها في مؤتمر السلام.

وقد وجه هذا العمل الشجاع ضربة قوية لسياسة الاحتلال الفرنسي الإسباني، خاصة وأن هذه الوثيقة جاءت مصاحبة لسلسلة من المواقف المهمة التي أظهرت التلاحم القوي بين الشعب والعرش.

ويشكل الاحتفال بهذا الحدث التاريخي فرصة لتذكير الأجيال الشابة، بعد مرور ما يقرب من ثمانية عقود، بالمراحل التي مرت بها عملية استقلال بلادهم، ولكن قبل كل شيء لتسليط الضوء على تضحيات رجال ونساء حركة المقاومة الوطنية، من أجل تحرير الوطن .

إن إحياء ذكرى هذا الحدث يرمز إلى تمسك المغاربة بتاريخهم التحرري واعترافا بالتضحيات الجسيمة التي قدمها العرش قيادو الحركة الوطنية والشعب المغربي الذي نجح في ثني أطماع المستعمر الغادرة بهدف أسمى هو استعادة الوطن، والحصول على استقلال.

المقال التالي