آخر الأخبار

اكتشاف نوع جديد من الموزاصورات البحرية آكلة اللحوم بالمغرب انقرض قبل 67 مليون سنة

أعلنت دراسة حديثة عن اكتشاف نوع جديد من الموزاصورات البحرية القادرة على طحن الأصداف الصلبة في منطقة الفوسفات الماستريختية بالمغرب. يُطلق على هذا النوع اسم “كارينودنس أكرودون”، ويعود تاريخه إلى فترة الماستريخت، وهي آخر مرحلة من العصر الطباشيري، أي قبل حوالي 67 مليون سنة.

وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة “دايفيرسيتي” العلمية المحكمة، إنه تم العثور على بقايا هذا النوع الجديد في منجم الفوسفات بسيدي شنان في إقليم خريبكة، وهو جزء من مجموعة من الاكتشافات الأحفورية التي تسلط الضوء على تنوع الحياة البحرية في تلك الحقبة. ويُعرف هذا النوع الجديد من “كارينودنس” بأسنانه المميزة التي تحتوي على تيجان مرتفعة وأطراف مثلثة حادة.

وكانت “كارينودنس”، وهي جنس من الموزاصورات Mosasaurs، قد عُرفت سابقًا من مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك المغرب. وتُظهر الاكتشافات الجديدة أن هذا النوع كان يتمتع بسمات بدائية، مما يشير إلى استمراره في الوجود جنبًا إلى جنب مع أنواع أخرى أكثر تطورًا مثل “كارينودنس مينالمامار” و”كارينودنس بيلجيكوس”.

والموزاصورات هي مجموعة من الزواحف البحرية المنقرضة التي كانت تعيش خلال العصر الطباشيري، وهي تنتمي إلى عائلة الموزاصوريد Mosasauridae. وكانت هذه الكائنات من بين أكبر الحيوانات البحرية في ذلك الوقت، وتنوعت في الحجم من الأنواع الصغيرة إلى الأنواع الكبيرة جدًا التي قد تصل أطوالها إلى أكثر من 17 مترًا.

وتقدم الموزاصورات في المغرب حالة استثنائية من التنوع البيئي في أواخر العصر الطباشيري. وتعتبر الفوسفات الماستريختية في المغرب منطقة غنية بالاكتشافات الأحفورية، حيث تم العثور على العديد من الأنواع الموزاصورية التي أظهرت تطورًا سريعًا إلى بيئات ونظم غذائية جديدة.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه الموزاصورات قد عاشت في بيئات بحرية متنوعة وكانت تتوزع على نطاق واسع، مما يعكس التوسع الكبير في الأنواع البحرية في هذا العصر. فالتنوع الكبير في أنواع الموزاصورات المكتشفة في المغرب يشير إلى أن هذه الكائنات كانت تملأ مجموعة متنوعة من البيئات البحرية، وأنها قد كانت أكثر تنوعًا من الناحية البيئية مقارنة ببقية الكائنات البحرية في ذلك الوقت.

سمات مميزة للنمط الجديد

يُظهر النوع الجديد “كارينودنس أكرودون”، المُكتشف بالمغرب، أسنانًا مميزة تتميز بتاج مرتفع وأطراف مثلثة مع قمة حادة، وهي تختلف عن أنواع “كارينودنس” الأخرى التي كانت تتمتع بأسنان أقل ارتفاعًا. يُعد هذا الاكتشاف مهمًا لأنه يقدم معلومات إضافية حول تطور أسنان الموزاصورات القادرة على طحن الأصداف الصلبة، مما يسمح للباحثين بفهم أفضل كيف تكيفت هذه الكائنات مع بيئاتها وكيف تناولت غذاءها.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا النوع أقدم من الأنواع الأخرى من “كارينودنس”، ويُظهر بعض السمات التشريحية البدائية، وهو ما يتيح للعلماء فرصة دراسة كيفية تطور هذا الجنس على مر العصور. ويشير الباحثون إلى أن “كارينودنس أكرودون” ربما يكون نوعًا قد استمر إلى أواخر العصر الماستريختي بجانب الأنواع الأكثر تطورًا مثل كارينودنس مينالمامار وكارينودنس بيلجيكوس، مما يعكس استمرارية النوع حتى قبيل نهاية العصر الطباشيري.

وكتب علماء الأحافير، بقيادة الدكتور نيكولاس لونغريتش من جامعة باث، أن “الموزاصورات البدائية كانت تمتلك أسنانًا صغيرة ومخروطية، مناسبة لصيد فرائس صغيرة مثل الأسماك والكائنات الرخوية.” وأضافو: “بحلول نهاية العصر الطباشيري، تطورت الموزاصورات لتشمل تنوعًا كبيرًا في أشكال الأسنان، مما يعكس تكيفها مع مختلف أنواع الفرائس”. وأوضح الباحثون أن تنوع الموزاصورات في المغرب يعكس استمرار انتشارها وتكيفها البيئي حتى قبيل انقراض العصر الطباشيري، مما يجعلها من أكثر الكائنات البحرية تنوعًا في تلك الحقبة الزمنية.

وأظهرت الدراسة أن الفوسفات الماستريختية في المغرب تحتوي على تنوع هائل من أنواع الموزاصورات، حيث تم تعديل القائمة الحيوانية لتشمل على الأقل 16 نوعًا من هذه الكائنات البحرية التي عاشت في نفس الفترة الزمنية. وأكد الباحثون أن التنوع الكبير للموزاصورات في المغرب يُظهر قدرة هذه الكائنات البحرية على الاستمرار في التكيف مع التغيرات البيئية قبل الانقراض الجماعي الذي حدث في نهاية العصر الطباشيري.

المقال التالي