محمد التيجيني: “وزير العدل خلق الرعب فهاد البلاد “
وجه صاحب موقع اشكاين الصحفي محمد التيجيني انتقادات لاذعة لوزير العدل عبداللطيف وهبي في خرجته الاخيرة عبر قناته يوتوب، بسبب حديثه بأسلوب غير لائق عن الملك محمد السادس، اذ قال وهبي خلال استضافته في برنامج حواري على القناة الأولى: “جلالة الملك منى عليهم بعفوه، هداك شغلو، هداك قراراتو، هداك سلطتو…”
وشدد قائلا على أن الوزير لم يعد يراعِ في حديثه الأخلاق والقيم والبروتوكول المطلوب، فخاطب أعلى سلطة بالبلاد كأنه يخاطب غريما سياسيا أو من يعارضونه من الصحفيين.
كما استغرب من تحول هذا الأمر إلى نقاش رسمي من داخل مؤسسات الدولة وأن يصل الأمر بوزير في حكومة جلالة الملك ومن داخل مؤسسة إعلامية رسمية أن يتفوه بكلمة ليست بالنابية صراحة، ولكنها بمفهومها الدارج والشعبي تقال تصغيرا وقدحا لأي شخص يقوم بمهام معينة “هداك شغلو” أو “شغلو هداك ثم في حوار صحفي تبوح ب دبر راسو”، فبالاحرى عن ملك البلاد ورئيس الدولة والقائد الأعلى لجيشها، وان يتم تبخيس اختصاصاته إلى الحد الذي يقال فيه عن اختصاصاته “شغلو هداك”.
هكذا مبنية للمجهول وكأن إجراءات الملك ومواقفه وقراراته لا تعني الحكومة في شيء أو بمفهوم آخر: هو ذاك الملك يقوم بشغلو، وحنا كذلك غانقومو بشغالنا.
وشدد التيجييني بقوله “انه لم يحصل بتاتا في تاريخ السياسي المغربي الحديث مثل هاته الأفعال، كما أنه فتح الباب لسؤال غير مسبوق في المشهد السياسي، وهو هل الوزير قوي لهذه الدرجة حتى يصدر منه كلام قدحي أو تصغيري، يمكن ان يستعمل بين العامة وفي الأسواق والحمامات. لكنها ليست تماما لغة مخاطبة الملوك أثناء الحديث عن اختصاصاتهم أو قراراتهم، فمهما كان الخلاف كبيرا وهذا وارد جدا، فإن الأدب وحفظ المقامات هو ركيزة أساسية لحماية صورة المؤسسات الدستورية وهيبتها والاحترام الواجب لها.
وعبر التجيني عن استيائه الشديد من الوضع الراهن للحريات الصحفية والعدالة في المغرب، حيث وجه انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”استغلال النفوذ الوزاري” و”الشطط في استعمال السلطة”، مشيراً إلى قضيته الشخصية وقضية الطاوجني والعمراني…
وأكد التجيني أن هاته المحاكمات كانت غير عادلة وغير لائقة بالمغرب وتاريخه ، قائلاً: “وزير العدل خلقنا الرعب فهاد البلاد “ وأضاف على ان رئيس الحكومة عزيز اخنوش له مسؤولية اخلاقية ايضا بخصوص التاشيرات بالايجاب دائما بسماح لرفع دعاوي تجاه الصحفيين.”
التصريح، الذي جاء عبر الإعلام العمومي الرسمي ، لم يُحرج وهبي فقط باعتباره وزيرا للعدل و “ولد القانون”، بل وضع الحكومة بأكملها ورئيسها عزيز أخنوش في موقف لا يُحسد عليه.
فمن جهة، يبدو أن الحكومة فقدت السيطرة على خطاب وزرائها الذين يغردون خارج السرب ، حيث يُفترض أن يمثلون الدولة بلباقة ودقة في التعامل مع قضايا حساسة مثل العفو الملكي وحرية التعبير بالمغرب والتي تحضى بمثابعة واسعة .
ومن جهة أخرى، أحرج حزب الأصالة والمعاصرة، الذي ينتمي إليه وهبي، ووضعه في مواجهة مباشرة مع الانتقادات السياسية التي طالما لاحقت قياديه منذ ولادته الأولى . مشدداً على أن الوضعية تشكل منعطفاً تاريخياً مخيباً في تاريخ المغرب”. إن المسؤولية السياسية تفرض على رئيس الحكومة وحزب الأصالة والمعاصرة التفاعل بجدية مع هذه الهفوة السياسية “التي تسبب فيها وزير العدل عبد” اللطيف وهبي ؛ والتي من المرتقب أن تبعثر الكثير من الحسابات السياسية في الأيام القليلة المقبلة.
تعليقات