تبون … يهاجم مقترح الحكم الذاتي “فكرة فرنسية وليست مغربية ” ويتجاهل أزمات الجزائر الداخلية
في خطاب أمام البرلمان الجزائري بغرفتيه، جدد الرئيس عبد المجيد تبون رفضه لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، زاعما أن الفكرة “صناعة فرنسية خالصة” ،حيث أثارت تصريحاته جدلا واسعا، اذ كشفت عن تناقضات واضحة في مواقف النظام الجزائري تجاه القضية الصحراوية والمجتمع الدولي.
و رغم تكرار ادعاء الجزائر بأنها ليست طرفا في النزاع، أظهر خطاب تبون دور الجزائر المحوري في تأجيج القضية ودعم جبهة البوليساريو ،ومع أن مقترح الحكم الذاتي يحظى بتأييد دولي واسع، أبدى الرئيس الجزائري معارضة شديدة له، متجاهلا تطلعات سكان الصحراء المغربية لحل سياسي ينهي النزاع المستمر لعقود.
و من اللافت أن تبون، الذي ركز في خطابه على قضية الصحراء، تجاهل تماما مطالب منطقة القبائل بالاعتراف بحق تقرير مصيرها، على الرغم من الاحتجاجات المستمرة في هذه المنطقة ،حيث أن هذا التجاهل أثار استياء واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهمه نشطاء بازدواجية المعايير وتجاهل الأزمات الداخلية.
بالتزامن مع الخطاب، انتشر على نطاق واسع هاشتاغ “الجزائر مانيش راضي”، الذي أصبح رمزا للاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد النظام العسكري،حيث تسلط هذه الاحتجاجات الضوء على الاحتقان الداخلي المتزايد، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
فبدلا من التركيز على تعزيز الاستقرار في المنطقة، يواصل النظام الجزائري تبني سياسات معادية تجاه المغرب ودول الجوار ،هذه السياسات تزيد من عزلة الجزائر الإقليمية وتثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية في حل الأزمات الإقليمية والدولية .
تجذر الاشارة الى أن خطاب تبون أمام البرلمان لم يكن مجرد تأكيد لمواقف الجزائر بشأن الصحراء المغربية، بل كشف بوضوح عن ازدواجية الموقف الجزائري، سواء في الداخل أو الخارج ،ومع تزايد الاحتجاجات الشعبية واتساع رقعة الاستياء، يواجه النظام تحديات متزايدة تهدد استقراره السياسي والاجتماعي.
تعليقات