آخر الأخبار

الفتحاوي ترد على أخنوش: رسالة مفتوحة تثير جدلا “ليس هكذا تورد الإبل يارئيس الحكومة”

في سابقة أثارت الجدل السياسي بالمغرب، وجهت النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي، عن حزب العدالة والتنمية، رسالة مفتوحة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، عقب مداخلة أثارت فيها قضايا تتعلق بتدبير الشأن العام، وما اعتبرته إساءة لها داخل قبة البرلمان.

الرسالة التي اطلع عليها موقع “مغرب تايمز” حملت انتقادا لاذعا لرئيس الحكومة ،حيث ألقت الضوء على مجموعة من القضايا الجوهرية المتعلقة بالعمل البرلماني وعلاقة الحكومة بالمعارضة.

و خلال الجلسة الشهرية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم 16 دجنبر 2024، خاطب رئيس الحكومة النائبة بعبارات اعتبرتها غير لائقة، مثل قوله: “أنتِ السيدة من أكادير، ما فيها باس إلا سوتي لي شكون هو حماد أولحاج” ،هذه الكلمات دفعت الفتحاوي إلى إصدار رد مفصل، ليس فقط لتفنيد ما وصفته بالاتهامات، ولكن أيضا للدفاع عن مكانة المؤسسة البرلمانية وكرامة ممثلي الشعب.

ركزت الفتحاوي في رسالتها على جملة من القضايا الوطنية المهمة التي تتطلب إجابات صريحة من الحكومة، من بينها: البنية التحتية والموارد الطبيعية ،حيث انتقدت سياسة الحكومة في تدبير قطاع الغاز الطبيعي، مشيرة إلى عقود احتكارية تستفيد منها مجموعات استثمارية محددة ، فيما شككت النائبة البرلمانية في رؤية الحكومة لتطوير الهيدروجين الأخضر، معتبرة أن هناك غيابا للتخطيط السليم والشفافية.

وفيما يخص تفاوت المجالي والاجتماعي ،أشارت إلى عجز الحكومة في استكمال برنامج الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية، مشددة على استمرار معاناة الأقاليم الفقيرة ،حيث سلطت الضوء على معاناة ضحايا زلزال الحوز، مؤكدة أن الحكومة لم تف بتعهداتها تجاههم.

هذا، وبخصوص بيع المرافق العمومية ،اتهمت النائبة البرلمانية الحكومة بتشجيع خوصصة المستشفيات العمومية وكليات الطب دون إطار قانوني واضح، مما يهدد بتوسيع الفجوة الاجتماعية.

واستحضرت كذلك المراسلة غياب الحكامة ،حيث استشهدت النائبة بمؤشر ICOR الذي يظهر ضعف الأثر التنموي للاستثمارات رغم رصد مبالغ ضخمة، معتبرة أن الحكامة هي الحلقة الأضعف في أداء الحكومة.

كما أبرزت الرسالة أهمية احترام تقاليد العمل البرلماني، معتبرة أن عبارات مثل “أنتِ السيدة من أكادير” تجرد النائب من مكانته التمثيلية وتتنافى مع الأعراف الديمقراطية ،مؤكدة أن البرلمان ليس ساحة للمنافسات الشخصية، بل فضاء لمساءلة الحكومة حول سياساتها.

و تجذر الإشارة إلى أن الرسالة أثارت سؤالا محوريا حول مدى التزام الحكومة بالاستماع لممثلي الشعب ومعالجة القضايا المطروحة، بعيدا عن المناكفات الشخصية ،حيث اختتمت الفتحاوي رسالتها بالدعوة إلى تعزيز الشفافية ومحاربة الاحتكار، مشددة على ضرورة احترام المعارضة كجزء أساسي من العملية الديمقراطية.

و تسلط هذه الواقعة الضوء على تحديات العلاقة بين الحكومة والمعارضة ، حيث تبدو الحاجة ملحة لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، مع التركيز على القضايا التنموية الكبرى التي تهم المواطنين.

المقال التالي