بعد عزل قاضي الراشيدية.. نادي قضاة المغرب يدعوا لاجتماع طارئ
قرر المجلس الأعلى للسلطة القضائية القاضي عزل نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرشيدية، عفيف البقالي، وذلك بعد تنقيله من المحكمة الابتدائية بالعيون ،ومتابعته تاديبيا .
هذا و حسب مصادر مطلعة ، فإن قرار العزل تم بناؤه بسبب “انقطاع الاخير عن العمل” وفق منطوق القرار الصادر في حقه عن المجلس والمؤرخ بتاريخ 31 أكتوبر الماضي، وبسبب مبررات أخرى وفق “القاضي المعزول”.
من جهته قال البقالي، في بلاغ منشور على صفحته الخاصة بفايسبوك، إن “تفاصيل القضية بدأت بعدما أشعرت المجلس الأعلى للسلطة القضائية الموقر ببعض الإختلالات بالمحكمة الابتدائية بالعيون، اعتقادا مني أن هذه الإختلالات ناتجة عن انحرافات أشخاص ليس إلا، وتفعيلا لمناشير ودوريات المجلس المذكور التي تحث القضاة بمكاتبته وتبليغه بملاحظاتهم وتظلماتهم وطلباتهم وما يعترضهم من إشكالات، خصوصا المنشور عدد 34-22، المؤرخ في 14 يونيو 2022”.
وأضاف، “كنت اعتقد أن المحاسبة ستطال المسؤولين عن تلك الإختلالات، لكنني تفاجأت بدلا من ذلك بقرار نقلي من المحكمة الابتدائية بالعيون إلى المحكمة الابتدائية بالراشيدية، بعلة سد الخصاص في خرق واضح للمادة 77 من النظام الأساسي للقضاة، التي تلزم المجلس الأعلى للسلطة القضائية بضرورة مراعاة القرب الجغرافي والوضعية الاجتماعية للقاضي”.
وتابع: “يبدو أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية الموقر لم يكتف بهذه العقوبة المقنعة المستترة في قرار النقل، وإنما باشر إجراءات تأديبية في حقي انتهت بعقوبة الانقطاع النهائي عن العمل، وهي في الحقيقة عقوبة عزل أريد لها أن تأخذ شكلا واسما آخرين”.
واعتبر البقالي أن عقوبته “تقررت بعدما واجهني المجلس الموقر بمجموعة من التدوينات اعتبرها موجهة ضد السيد وكيل الملك بالعيون، وهي تدوينات لا تخرج عن الحديث عن المبادئ التي أؤمن بها، من قبيل المحاسبة والمسؤولية والنزاهة والحياد ومحاربة الفساد، انسجاما مع الدستور المغربي ومخططات الإصلاح والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وللتوجيهات الملكية السامية، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت هي عندما اعتمد المجلس على التقارير التي كان يكتبها عني السيد وكيل الملك نفسه باعتباري عنصرا لا يصلح للقضاء -حسب رأيه- بكوني أشكل مصدر ازعاج له”.
وزاد: “كما واجهني المجلس الأعلى للسلطة القضائية الموقر بضعف الإنتاج، مع أن القاضي لا يحاسب على الإنتاج بلغة الأرقام التي يعلن عنها كل نهاية السنة بقدر ما يحاسب على مدى تحقيقه للعدل والإنصاف وخدمة المصلحة العامة وتطبيق القانون والنزاهة والحياد، وهو ما كنت ألتزم به بشهادة الجميع بمن فيهم السيد المقرر في خلاصة تقريره”.
وختم: “طبعا كل ما واجهني به المجلس الأعلى للسلطة القضائية الموقر طفا على السطح فجأة ومباشرة بعدما راسلته وأشعرته بالإخلالات المذكورة، لأفهم آنذاك أن التعبير عن مناهضة الفساد في صفحتي الفايسبوكية أخطر من الفساد في حد ذاته، كما أن انتمائي الجمعوي لنادي قضاة المغرب ذي الفكر والمبادرات الإصلاحية كانت سببا في استهدافي منذ الوهلة الأولى”.
وفي تفاعله مع الموضوع ،دعا نادي قضاة المغرب الى اجتماع طارئ لمكتبه التنفيذي اليوم السبت 25نونبر 2024على الساعة الثالثة بعد الزوال لتدارس الموضوع.
تعليقات