هشام العلوي : من سيحاسب إسرائيل على قصفها العشوائي للمدنيين الفلسطينيين؟
قال ابن عم الملك محمد السادس الأمير هشام العلوي، إن مقتل أفراد من عائلة المراسل الصحفي وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، في غارة جوية إسرائيلية، يمسنا بطريقة عميقة.
هذا واستشهد أفراد عائلة الدحدوح في غارة جوية إسرائيلية في غزة أمس الأربعاء، بعد أن تم قصفهم في مخيم النصيرات للاجئين، والمفارقة أنهم لجأوا إلى المخيم بعد صدور تنبيه إسرائيلي مثير يطلب من جميع المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة التوجه إلى الجنوب.
وتابع هشام العلوي القول في تدوينة منشورة بمواقع التواصل الإجتماعي بموقع :”من الواضح أنه بالنسبة لإسرائيل، لا يهم أين يقيم الفلسطينيون في غزة، لأن كل شيء هو هدف قابل للقصف في حملتها المستمرة لجعل الفلسطينيين يدفعون ثمن مقاومتهم للاحتلال، هذا الحدث المأساوي يمسنا بطريقة عميقة، واشار ان وائل الدحدوح صحافي كرس مساره المهني لكشف الحقيقة ومواجهة التغليط والتعتيم”.
وأضاف هشام العلوي في تدوينته إلى أن عمليات القتل هذه تذكرنا أيضا بالمعايير المزدوجة المطبقة في هذه القضية، فبينما ستتحمل حماس المسؤولية عن هجماتها العشوائية ضد المدنيين الإسرائيليين، فمن سيحاسب إسرائيل على قصفها العشوائي للمدنيين الفلسطينيين؟ الضحايا الذين يسقطون مثل عائلة الدحدوح ليسوا أهدافا عسكرية.
وشدد على أننا نشهد جرائم حرب تنفي أي مصداقية عن نتنياهو وتبرز مدى سفكه للدماء بطريقة “انتقامية”، مضيفا: “بالفعل، لقد سمعنا نيته بصوت عال، وهي واضحة على هذا النحو: “الانتقام”، ومع ذلك، إذا كان الأمر يتعلق بالانتقام، فهل يتمتع الشعب الفلسطيني بحقه الطبيعي في “الانتقام” من عمليات القتل التي يتعرض لها طوال 75 عاما؟ إن جرائم الحرب المستمرة هذه تعاقب الشعب الفلسطيني بشكل جماعي وتحرمه من كرامته”.
وأكد العلوي على أن هذه العمليات تجسد الدورة التي لا نهاية لها من الاحتلال والمقاومة والعنف التي حاصرت فلسطين لأجيال، وهي تديم التهجير المستمر والفصل العنصري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني.
أكد هشام العلوي ضمن ذات التدوينة على أن الغرب متواطئ في هذه المأساة، فقادته يعلنون أنهم يدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن النفس فحسب، ولكنهم في الواقع يؤكدون رفض الصهاينة المتطرفين إنهاء احتلال فلسطين،حيث انهم يجسدون الاحتلال تحت اسم آخر، بالنسبة لهم، ما ينطبق على أوكرانيا لا ينطبق على الفلسطينيين ،لا يستطيع الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يقولوا غدا إنهم لم يكونوا على علم بجرائم الحرب الوحشية التي ترتكبها إسرائيل اليوم ،فهم لن يستطيعوا تطهير أياديهم من التجاوزات التي ارتكبوها في خضم الحرب، كما حاول الرئيس جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن يفعلا ذلك في العراق بعد غزوه واحتلاله.
وقال هشام العلوي إن الرئيس إيمانويل ماكرون يجسد بشكل خاص هذه المعايير المزدوجة.
وأضاف أن “ماكرون بقدر ما هلل للتحالف ضد داعش، فإنه يدعو الآن إلى تحالف دولي ضد حماس، لكن من سيتبعه في المنطقة؟ إن الصمت الذي تعامل به العالم الإسلامي مع مقترحه يفضح الإسلاموفوبيا الفرنسية، إنه يكشف عن عدم التسامح البشع في الجمهورية الفرنسية الخامسة، من الحجاب إلى الضواحي، ويقوم ماكرون بتصدير هذه الغطرسة إلى بقية العالم. ومع ذلك، فهو من خلال قيامه بذلك، يتقيأ الغطرسة الاستعمارية من دولة أوروبية لم تعد لديها القدرة على القيام بالاستعمار بمفردها وسلوكه هذا يتناقض مع مواقف أسلافه في الرئاسة، لقد ولت منذ زمن طويل أيام العمالقة الفرنسيين مثل شارل ديغول وفرانسوا ميتران، اللذان كان لهما القدرة والاستقلالية على مقاومة الغرور الأنغلوأمريكي وتخيل بدائل إيجابية. وبدلا من ذلك، أصبح ماكرون اليوم متوافقًا بشكل مثير للشفقة مع البريطانيين والأمريكيين، لأنه يعمل أيضًا على تمكين إسرائيل من ارتكاب جرائم الحرب التي ترتكبها”.
تعليقات