غوفرين ودرشول وحقيقة البراءة… عندما تصبح اسرائيل لعبة في يد مغربية

لا يزال الغموض وعلامات الاستفهام تحوم حول الاسم الذي اختارته اسرائيل ليمثل بعثتها الدبلوماسية بالمغرب، رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على إعادة ربط العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
ديفيد غوفرين، الذي استدعته بلاده للتحقيق معه قبل عام من الان، بعد اتهامه باتهامات عدة مرتبطة أساس بالفساد المالي وبالتحرش بنساء مغربيات، عاد قبل أيام إلى المغرب متباهيا ببراءته التي يزعم، وباشر أعماله المعتادة المتمثلة بالدرجة الاولى في نشر نشاطاته وسفرياته بين المدن المغربية عبر صفحته الخاصة بتويتر.
كل ما سبق ليس هو المثير فقد تم التطرق له من قبل من طرف منابر عدة محلية ودولية، لكن المدهش في الأمر هو الطريقة التي تم بها استقبال غوفرين اثر عودته الى المغرب من طرف مستشارته المغربية السابقة، التي كشفت عن حقائق أو بالأحرى أسرارا جعلت من الدبلوماسي العبري “بيدقا” يجهل أبسط ابجديات السياسة والعمل الدبلوماسي.
في سلسلة من المقالات المعنونة ب” من قتل السفير” تدعي شامة درشول التي تقدم نفسها على أنها باحثة في الاعلام ومحاضرة دولية في قضاياه ومديرة مكتب للتحليل والتخطيط الاستيراتيجي، -تدعي- أنها من كانت وراء عدة قرارات اتخذها غوفرين منذ أن لامست قدماه ارض مملكتنا الشريفة، وأنها كانت اول شخص يطلب لقاءه بعد توصية من صديق مشترك لهما يشتغل في أحد الاذاعات الاسرائيلية.
شامة درشول التي تتحدث في سلسلتها -في الرأي المتواضع لكاتب هذه الكلمات- بنبرة متفاخرة ومتعالية وغير آبهة بال”التبعات”. أكدت أن غوفرين يفتقر الى الذكاء، وأنه كان يعتمد عليها في ابسط الأمور، كما انها كانت وراء اختياره للبس الجلباب المغربي في الفيديو الترويجي له، وكانت تلك خطة من شامة ليخترق غوفرين قلوب المغاربة ويصبح محبوبا، كما نصحته بفتح حساب في تويتر عوض فيسبوك كي لا يتعرض للهجوم من المغاربة الذين يستعملون منصة زوكربيرغ بكثرة.
الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية، لمحت في سلستها التي وصلت الى حدود تاريخ كتابة هذه الاسطر الى الحلقة التاسعة، -لمحت- في أكثر من مرة الى أن غوفرين “رجل نسوانجي” وانها كانت تعلم أنه سيخرج من المغرب بفضيحة جنسية، خصوصا -حسب حوار افتراضي أجرته معه- أنه يرى النساء مجرد متعة، وجسد.
في هذا الصدد أكدت درشول أن غوفرين غير بريء من تهمة التحرش كما يدعي حيث قالت في الحلقة التاسعة من سلسلتها ضمن حوار افتراضي أجرته مع غوفرين موجهة كلامها له :(معنى هذا يا ديفيد أنك لست بريئا من تهم التحرش كما تدعي..بل أنت نفذت من العقاب بسبب أن هذا المجتمع ليس مهيئا بعد لإنصاف النساء، وللأسف لا يزال الانتقام من كل امرأة حرة يتم عبر النساء أنفسهن…هذا ما أنقذك يا ديفيد…لكن وصمة العار ستلازمك إلى أبد الدهر مهما حاولت الهروب منها..)
وأضافت في الاطار ذاته :(أنت فاشل يا ديفيد…فشلت كدبلوماسي…وفشلت كإداري…وأعتقد أن الحل لفشلك هو ان تعالج عقدتك من فشلك الجنسي، وهكذا ستشفى حتى من داء التحرش).
وأشارت شامة ضمن أسطرها الى أنها نصحت غوفرين بعدم الاستهانة بعقول المغاربة شعبا وقيادة في عدة مناسبات، وأن سكوت الأخيرة عن بعض تصرفاته المسيئة للمغرب ليس ضعفا وإنما تخطيطا ومنهجا دقيقا بدأ المغرب في حصد ثماره مؤخرا.
وبغض النظر عن حقيقة كل ما قالته شامة ضمن سلسلتها عن كون غوفرين لعبة في يدها منذ وصوله الى المغرب وعن كونها وراء اختيار يهودي من أصول أوربية ليمثل البعثة الاسرائيلية في المغرب عوض واحد من أصول مغربية لاعتبارات سياسية وثقافية، نحن أيضا لا يسعنا إلا أن نتساءل عن سبب السماح لهذا الدبلوماسي بالعودة الى المغرب رغم الشبهات التي تلاحقه؟!
خالد افرياض
تعليقات