اشتباكات الانقلاب في السودان: حوالي 100 قتيل وألف جريح

تواصلت في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين اشتباكات عنيفة وتبادل لإطلاق النار في محيط مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، لليوم الثالث على التوالي منذ أن اندلع الاقتتال يوم السبت الماضي، وسُمع دوي الانفجارات في معظم أرجاء الخرطوم.

وأشارت مصادر إعلامية إلى تحليق للطيران الحربي السوداني فوق العاصمة الخرطوم، فيما هز انفجار قوي المنطقة في محيط المطار بجنوب غرب العاصمة، وكذلك دوت انفجارات قوية في محيط مقر سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، مع ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين إلى نحو 97 قتيلاً منذ اندلاع الاشتباكات، بحسب نقابة الأطباء السودانية.

و تزامنت الأحداث الدائرة في الساعات الأخيرة في السودان مع حرب البيانات بين طرفي الصراع، حيث قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة مقاتلة وبسطت سيطرتها على مطار مروي، فيما تناقلت أنباء عن حشد للقوات من طرفي الصراع في محيط التلفزيون بالخرطوم، إلا أن ضبابية الوضع لا تؤكد ولا تنفي سيطرة أحد الطرفين، فكل طرف يؤكد سيطرته على الوضع. كما أفاد مراسلنا بأنه لا تأكيدات بشأن وصول تعزيزات لقوات الدعم السريع في مروي.

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية أنها ماضية في طريقها لحسم ما سمتها معركة الشعب مع من أسمتهم أذيال النظام البائد وكتائب الظل والمجاهدين التي تختبئ خلف طغمة انقلابية من قيادات القوات المسلحة.

وأكدت قوات الدعم السريع عبر حسابها في “تويتر”، أنها حققت انتصارات وصفتها بالكاسحة عقب المعارك التي خاضتها يومي السبت والأحد.

ونتج عنها السيطرة على مقر القوات البرية وبرج وزارة الدفاع والقصر الجمهوري ومحيطه، إضافة للسيطرة على رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور، والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، فضلا عن الاستيلاء على أكثر من 200 دبابة، وإسقاط ثلاث طائرات مقاتلة.

كما أضاف بيان الدعم السريع أنه تم أسر وانضمام العشرات من كبار ضباط وضباط صف القوات المسلحة، وأشارت قوات الدعم السريع إلى أنها تدعم العملية السياسية التي ستقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي.
بالمقابل، قال الجيش السوداني، إن بيان الدعم السريع مليء بالأكاذيب، نافيا أن تكون قواتهم دخلت إلى وزارة الدفاع أو سيطرت على مقر القوات البرية، كما أشار الجيش السوداني إلى أنه لا توجد أي سيطرة لقوات الدعم السريع على دبابات الجيش، ولم يتم إسقاط طائرات مقاتلة.

وأظهرت لقطات ليلية عربات مصفحة ودبابات يقال إنها عمليات تمشيط في محيط مقر القيادة العامة بالخرطوم.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع انشقاقه عن قوات الدعم وتجديد ولائه للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية التي سبق وعمل تحت رايتها.

ومن جهة أخرى، ففضلا عن الخسائر البشرية بحوالي 100 قتيل وألف جريح تتصاعد التحذيرات من الضغط على المستشفيات فضلا عن نذر أزمة مياه.

فمن جهتها، تحدثت منظمة الصحة العالمية في بيان عن نفاذ إمدادات طبية وزعتها على المرافق الصحية قبل التصعيد بين الطرفين. وأوضحت أن حركة الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف في الخرطوم مقيدة بسبب انعدام الأمن.

وحثت منظمة الصحة العالمية طرفي القتال على احترام حيادية الرعاية الصحية وضمان الانتقال غير المقيد إلى المرافق الصحية لمن أصيبوا جراء الاشتباكات.

في غضون ذلك، دعت نقابة أطباء السودان جميع الكوادر الطبية للمؤازرة، نظرا لوجود أعداد كبيرة من المصابين والحالات الحرجة التي تحتاج تدخلا جراحيا عاجلا.

وأطلقت النقابة نداء عاجلا للمنظمات الإنسانية والهيئات الصحية، الدولية والإقليمية، لتقديم العون وتوفير الإمداد الطبي لجميع المستشفيات والمرافق الصحية بالخرطوم، ومناطق الاشتباكات بالولايات المختلفة.

كما طالبت النقابة بضرورة الضغط لإلزام طرفي الصراع بوقف الاقتتال، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين وسيارات الإسعاف والكوادر الطبية.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد أعلنا أمس الأحد الاتفاق على فتح مسارات مؤقتة آمنة للحالات الإنسانية. ووفقا لبيان للجيش، فقد تمت الموافقة على مقترح أممي بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، اعتبارا من الرابعة من عصر أمس الأحد، ولساعات معدودة، مع الاحتفاظ بحق الرد على قوات الدعم السريع.

ومن جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على هذا المقترح، مشيرة في الوقت نفسه إلى حقها في الرد على ما سمتها “مليشيات النظام البائد”.