واكريم : القنوات المغربية لا يُهمها رأي المشاهدين و “كاينة ظروف” أفضل مسلسل درامي في رمضان

هاجر صغير

مثل كل موسم رمضاني، أثير مجددا نقاش وجدل في الرأي العام حول الأعمال الكوميدية و المسلسلات والمقالب والدراما التلفزية المعروضة على القنوات الوطنية أثناء وبعد الإفطار، وتجددت انتقادات وامتعاضات المشاهدين ورفضهم لمستوى هذه الأعمال، كما دعا الكثيرون لمقاطعة هذه الإنتاجات التي وصفوها ب”الحموضة” و “الاجترار”، إشارة لكونها تعيد نفس المواضيع ونفس القوالب كل عام.

وبعد تجدد استياء النشطاء الفيسبوكيين، بسبب لامبالاة القنوات التلفزية الوطنية بآرائهم كمشاهدين، وعدم أخذها بعين الاعتبار وعيَهم ورد فعلهم كمتلقين ودعواتهم الدائمة لإلغاء هذه الأعمال وعدم عرضها لكونها لا تناسب مستوى تطلعاتهم، وبعد إصرارهم على أنها لا تتوفر على الإبداع رغم امتصاصها لمبالغ وميزانيات كبيرة، حسب قول الكثيرين منهم، وجّهنا بهذا الصدد أسئلة للناقد السينمائي والكاتب المغربي عبد الكريم واكريم كالتالي :

1- ما الذي ينقص الكوميديا المغربية خاصة الرمضانية لترقى إلى مستوى تطلعات المتفرج المغربي وتنافس الأعمال المصرية كمثال؟

  • إن أهم ماينقص الكوميديا المغربية هي النصوص الجيدة، إذ هنالك غياب مزمن لنصوص سيناريستية كوميدية حقيقية وكتاب متخصصين في الكوميديا، وحتى الوعي بالكوميديا كنوع فني غائب تماما في ما يعرض في التلفزة المغربية باستثناء ماينتجه حسن الفد ووراءه حنان الفاضلي.

2- لماذا يعبر المغاربة عن امتعاضهم كل عام ويثيرون نقاش السيتكومات و المسلسلات كل رمضان ومع ذلك لايتغير شيء في الموسم القادم؟

  • لايتغير أي شيء بخصوص الكوميديا والسيتكومات رغم انتقاد مايقدم والامتعاض منه من طرف شرائح كبيرة من المغاربة، إذ يبدو أن القنوات التلفزية لايهمها رأي المشاهدين بقدر ماهي مرهونة للشركات المستشهرة التي تمكنها هاته القنوات من اختيار الأعمال التي ستبث خلال رمضان وتشكيل الذوق السيء وتسيده على المشهد التلفزي، ونجد أغلب ممثلي الكوميديا الذين يشتركون في السيتكومات هم من يحضرون في إشهارات منتوجات هاته الشركات، وإذا لم يتغير هذا الوضع الشاذ ستظل هاته الأشياء تبث كل موسم رمضاني رغم اشمئزاز المغاربة منها.

3- ما رأيكم في الدراما و المسلسلات المغربية المخصصة لرمضان، بمافيها الناطقة بالأمازيغية، كمثال مسلسلي كاينة ظروف و بابا علي وغيرهما من أعمال هذا الموسم؟

مسلسل “كاينة ظروف”، ومن باب ألا نكون عدميين، هو أفضل مسلسل درامي مغربي يومي يبث خلال هذا الموسم الرمضاني الحالي، ويكمن تميُّزه في كونه مسلسلا ذا روح وطابع مغربيين وبه شخوص ذات مصداقية درامية وأحداث منطقية وغير مفتعلة، عكس مسلسلين آخرين يبثان يوميا في ساعة الذروة هما “مال الدنيا” و”المكتوب2″، فالأول يحاول صانعوه تقليد أفلام العصابات والمافيا ويفشلون في ذلك بحيث تظهر في المسلسل شخوص وفضاءات غريبة وليست لها أي علاقة بالفضاءت المغربية والمفارقة للمجتمع المغربي، والثاني يشبه المسلسلات التركية التي تتشابك فيها العلاقات في مجتمع راقي بدون أي منطق درامي مبني بشكل فني…بالنسبة لمسلسل “بابا علي” لا أتابعه وبالتالي لايمكنني الإدلاء برأي حوله، لكن ما يمكنني أن أقوله انطلاقا من ملاحظاتي هو أن الأعمال الأمازيغية الريفية تتفوق في المستوى على الأعمال الناطقة بالسوسية.

4- هل تعتقدون أن الدراما والسينما المغربية تتطور وقد تنافس مستقبلا أعمالا عالمية أم أنها لا تتوفر على المقومات المطلوبة؟

  • في نظري يجب التفريق بين وضع السينما المغربية ومستواها ووضع الدراما التلفزية المغربية ومستواها، لأن هذه الأخيرة مازالت عاجزة عن مسايرة المستوى الجيد الذي وصلت إليه السينما المغربية والتي مكنت أفلامها من المشاركة في أهم التظاهرات العالمية ونيل جوائز فيها منذ مدة حاصلة على الإعتراف العالمي طبعا مع تفاوت فيما ينتج ضمنها بين الجيد فنيا والمتوسط والأقل من المتوسط. لكن الدراما التلفزية بالمقابل مازالت لاتستطيع حتى الوصول إلى للمستوى الفني والفكري للدراما العربية خصوصا المصرية والسورية وبعيدة عنها بمسافة كبيرة، وللمفارقة فإننا قد نجد نفس المخرجين ونفس التقنيين الذين يشتغلون في الدراما وفي السينما المغربيتين، لكن النتيجة تأتي في أغلب الأحيان مختلفة تماما. وبالنسبة لي المشكل يكمن في ظروف وبيئة الإشتغال في التلفزة الطاردة للإبداع، بحيث ليست هنالك نية نهائيا لتطوير المنتوج الدرامي التلفزي المغربي، وطوال ماسيظل الوضع على ماهو عليه لن نشاهد أعمال درامية تلفزية مغربية جيدة فنيا.