تونسيون.. يطلقون حملة للبحث عن قيس سعيد

بعد مرور أيام على آخر ظهور للرئيس التونسي قيس سعيد، وغيابه عن القيام بأنشطة رسمية، آخرها عدم حضور تسليم السفير البرازيلي بتونس أوراق اعتماده، جعل مواقع التواصل الاجتماعي التونسية تشتعل بالأسئلة حول سر غيابه، مطالبة الدولة التونسية بتقديم توضيحات للمواطنين حول حالته الصحية.


ومن خلال تصفح الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيسبوك يتضح أن آخر ظهور للرئيس كان في 22 مارس المنصرم تبعه بيان حول اتصال هاتفي في اليوم التالي مع أمير دول الكويت بمناسبة حلول شهر رمضان، في حين لم يظهر من ذلك الوقت رغم صدور قرارات مهمة من بينها عزل محافظ ولاية قابس، واستقبال السفير البرازيلي، الذي من المفروض أن يقدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية وليس وزير الخارجية.


وفي وقت تخلفت الجهات الرسمية بتونس عن إصدار أي توضيحات حول الحالة الصحية للرئيس قيس سعيد، ذهب العديد من النشطاء إلى التأكيد أنه يرقد بالمستشفى العسكري، وسط تضارب لدى المدونين حول تشخيص حالته الصحية.
وأورد موقع موندأفريك أن الرئيس التونسي قيس سعيد، يعاني من مشاكل في القلب بسبب العلاجات المكثفة التي يخضع لها جراء الاضطرابات المزاجية الحادة والمتكررة.
ونقل الموقع عن مصادره، أن قيس سعيد نُقل إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى العسكري في تونس العاصمة لمدة خمسة أيام. ومنذ ذلك الحين، عاد الرئيس إلى قصر قرطاج، حيث تتم مراقبته الآن عن كثب في جناح مقر إقامته الذي تم تجهيزه طبيا.


وتابع الموقع القول إن صمت السلطات المطلق على حالة الرئيس قيس سعيد  يثير قلقا حقيقيا داخل المجتمع التونسي وبين الدبلوماسيين الأجانب. وتنتشر الشائعات الأكثر إثارة للقلق على الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك استقالة محتملة لقيس سعيد لأسباب طبية.


مثل هذا السيناريو، الذي لم يؤكده أي مصدر موثوق حتى الآن، من شأنه أن يطرح مشكلة مؤسسية خطيرة، وفق الموقع الفرنسي، مشيراً إلى أنه ووفقا للدستور الجديد المعتمد في عام 2022، يجب ملاحظة عدم قدرة الرئيس على ممارسة مهامه من قبل المحكمة الدستورية التي تم التخطيط لإنشائها، ولكن لم يتم إنشاؤها بعد.


ومع غياب التعليق الرسمي على هذا الغياب، قال وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام “قصر قرطاج خاو على عروشه إلا من الأمن الرئاسي، الرجل راقد في المستشفى العسكري وما زاد على ذلك أفلام وخزعبلات، وربي يفرج على جميع المؤمنين”.


وتابع وزير الخارجية السابق في تدوينة أخرى “ما كنا ذكرناه بشأن الوضع الصحي لقيس سعيد كان يلقى  تشكيكا واستخفافا من معسكر الزقافنة المذهولين، لكن تحول الأمر حقيقة ثابتة ملأ سمع العالم وبصره”.


وتابع: “الآن الكثير من السكاكين والسيوف تسحب في الغرف المظلمة بين أجنحة منظومة سعيد المتصارعة، وعلى القوى السياسية وسائر مكونات الشعب أن تكون يقظة وتقف بالمرصاد لكل محاولات إنقاذ الانقلاب من داخله بعد التخلص من رأسه”.


وأفاد رفيق عبد السلام “لا بديل عن حكم مدني ديمقراطي يعيد الكلمة للشعب، وأي خيارات أخرى يجب أن تتصدى لها القوى السياسية والشعبية، وأي حكم عسكري مباشر أو متخف سواء بهندسة الجيش أو الأمن الرئاسي او البوليس مرفوض جملة وتفصيلا”.


ومن جهته تسائل المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة رياض الشعيبي: “أليس من حق التونسيين الحصول على توضيح رسمي حول أسباب غياب رئيس الدولة منذ 10 أيام؟ وفي ظل انتشار الشائعات حول صحة الرئيس لماذا لا تنشر الحكومة تكذيبا رسميا لها؟ لكن إذا كان الرئيس يواجه بالفعل بعض الموانع الصحية للقيام بواجباته فمن يدير البلاد الآن؟”.


وأكدت الحقوقية نزيهة رجيبة المعارضة لنظام بن علي “من حقكم تسألوا على سعيد الماسك بجميع السلط بغير وجه حق: وينو وشبيه وشكون قاعد يحكم.. وتسألوا على احتمالات الشغور والخلافة، هذا لا عيب لا حرام، هذا من أبسط حقوقكم كمواطنين في بلاد تاعبة، منهكة، وتترصدها المؤامرات والأطماع في الداخل والخارج”.


وطالب إعلاميون ونشطاء بالكشف عن حقيقة وضع الرئيس الصحي، بعد أن أكد إعلاميون تونسيون أن الوضع في المستشفى العسكري لا يدل على وجود الرئيس هناك، حيث تغيب أي تعزيزات أمنية أو عسكرية عن المستشفى.