أكادير .. المواطنين مقهورين وملجأ للكلاب بقيمة 2 مليار و 103 مليون!

في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون بمستشفى الحسن الثاني بأكادير من نقص حاد في التجهيزات والأدوية وأبسط المستلزمات الطبية، وفي الوقت الذي يمر به المغاربة من أزمة معيشية وأزمة بطالة، أقدمت شركة “أكادير سوس ماسة تهيئة” على إبرام صفقة مع شركة بمدينة الرباط، من أجل بناء ملجأ لرعاية الكلاب بمدينة أكادير، بتكلفة قدرها 2 مليار و 103 مليون سنتيم مع العلم أن مصاريف التسيير هي كذلك ستكون جد باهضة.

بناء ملجأ لرعاية الكلاب في مدينة مثل أكادير و بتكلفة مثل هذه، يعد أمرا مستفزا جداًّ، في ظل أزمة مجال حضري تنقصه العديد من المرافق الإجتماعية، وتنقصه الاستثمارات التي ستمكن من تشغيل الشباب والعودة بنفع اقتصادي على المدينة والجهة.

إن استثمار مبلغ مثل هذا على ملجإ للكلاب الضالة في حين هناك أولويات أخرى أولى أن تسبق، أولويات تسهيل حياة المواطن وتوفير خدمات صحية جيدة له وتمكينه من عيشٍ كريم.


كان من الأجدى لو استُثمِر هذا المبلغ في تعبيد الطرقات المليئة بالحفر، أو تجهيز وترميم مختلف المرافق الصحية المتهالكة بأكادير ونواحيها، أو بناء مشروع يضمن عمل الشباب الذي يعاني من البطالة ويهجر جهة سوس ليستقر في جهة أخرى من أجل العمل، أو ليركب الموج نحو بلادٍ أخرى قد توفر له لقمة عيش وكرامة، كان من الأجدى لو يتم استثمار المبلغ في أي شيء سيمكّن من تحسين حياة الإنسان، الإنسان الذي يأتي أولا قبل الحيوان.

والفضيحة الكبرى هي أن الشركة التي نالت صفقة بناء الملجأ حسب الوثيقة التي يتوفر موقع “مغرب تايمز” عليها هي شركة بناء من الرباط ويا للغرابة أنها الوحيدة التي تقدمت لطلب العروض للفوز بالصفقة حيث من المشروع طرح سؤال “واش القضية فيها باك صاحبي؟”.