ركود غير معتاد بأسواق طنجة في رمضان .. ومواطنون يتبضعون كميات قليلة من الخضر

تشهد أسواق الخضر والفواكه بمدينة طنجة، ركودا غير معتاد خلال شهر رمضان المبارك الذي يتميز عادة بإقبال كبير على المواد الاستهلاكية، في وقت أصبح المتبضعون يكتفون بكميات قليلة من هذه المنتوجات الفلاحية التي تعرف أسعارها ارتفاعا يُوصف بانه “جنوني”.

وتذهب تحليلات اقتصادية عديدة، إلى أن هذا التراجع في الإستهلاك خلال الشهر الفضيل، مرده إلى الارتفاع غير المسبوق في معدل التضخم بالمغرب، الذي وصلت آخر نسبه إلى 10.1 بالمائة، بفعل الارتفاع الصاروخي لأثمنة مختلف المنتوجات الاستهلاكية، على رأسها الخضروات التي تعد المكون الأساسي لمائدة الأسر المغربية.

في السوق المركزي “9 أبريل”، تسود حالة من الفتور على مستوى الحركة التجارية؛ فتور لم يكن مألوفا في السابق خاصة وأننا في شهر رمضان الذي يتميز عادة بارتفاع في منسوب الاستهلاك، هكذا كانت المائدة المغربية دوما ممتلئة بالأشكال والصنوف.

الباعة أمام بضاعتهم يتأملون واقعهم الجديد؛ يتساءلون في حيرة عن تبعات هذا الفتور وإلى متى سيستمر؛ بينما يجوب عدد محدود من المتبضعات والمتبضعين جنبات هذا المرفق السوسيوقتصادي متفحصين لافتات الأسعار “الخيالية” لمختلف أنواع الخضراوات والفواكه لمن استطاع إليها دفعاً لثمنها؛ كيف لا وقد بات البصل يتموقع إلى جانب الأناناس؛ وأمست الطماطم تصعق من يسأل عن قيمتها السوقية!.

هناك من صار يأتي إلى السوق؛ ليسأل عن الأثمنة؛ ويعود إلى حال سبيله؛ النقود التي كان بإمكان المرء أن يملأ بها قفته؛ صارت اليوم لا تكفي لاقتناء كيلوغرامات قليلة من نفس الصنف.

أغلب القفف صارت تحمل القليل وما تيسر من الخضر وحبة أو حبتين من الفاكهة؛ لأن التكلفة لم يعد يتحملها جيب مواطن مغلوب على أمره؛ يواجه مصاريف وتكاليف مختلفة خلال الشهر.

في سوق نموذجي بمقاطعة بني مكادة، وتحديدا بسوق “حومة الوردة”، لا تختلف الصورة كثيرا عن ما هي في سوق “9 أبريل”، بل إن قتامته تبدو أثر سوادا، على اعتبار أن هذه المنطقة ما تزال تسجل معدلات مرتفعة في مؤشرات الهشاشة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

عن هذا الوضع يقول بائع خضروات في دردشة مع جريدة طنجة 24 الإلكترونية “الحركة متأزمة جدا على غير المعتاد، فخلال السنوات الماضية، كان من الصعب أن تجد لك موطئ قدم في هذا السوق في نهار رمضان”.

ويرى هذا البائع أن الأسعار الحالية للخضر والفواكه “لم تعرف مثيلا لهذا المستوى من قبل” مضيفا أن “ذوي الدخل المحدود لم يعودوا يعانون فقط كما هو الأمر من قبل، بل أصيبوا في مقتل حاليا”.

وعلى الرغم من أن هذه الأزمة تشهدها مدينة طنجة بشكل خاص، إلا أنها تعكس واقعاً يتكرر في العديد من المدن المغربية، حيث يعاني المواطنون من تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع الأسعار، ما يطرح تحديا كبيرا في مواجهة الحكومة التي تقول إنها تبذل مجهودات كبيرة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين وإعادة الإستقرار إلى مستوى قدرتهم الشرائية.