زيارة رئيس جزر الكناري للمغرب

يقوم رئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري، أنخيل فيكتور توريس، بزيارة عمل للمغرب ابتدأت أمس الأربعاء و تدوم حتى يومه الخميس الجاري، وقد قام على أعقاب هذه الزيارة كل من عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، و ناصر بوريطة، وزير الخارجية، بإجراء مباحثات مع توريس بالرباط، بحضور ريكاردو دييز هوشلايتنر سفير مملكة إسبانيا في المغرب.


وأفاد بلاغ لرئاسة الحكومة أن هذه الزيارة تندرج في إطار مواصلة الدينامية الإيجابية، التي أطلقها انعقاد الدورة 12 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب و إسبانيا شهر فبراير الماضي بالرباط، برئاسة عزيز أخنوش، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز.


وأبرز نفس المصدر أن الزيارة تفتح أيضا الباب أمام الحكومات الإقليمية في إسبانيا، للانخراط في تكريس الموقف الإيجابي للحكومة المركزية في مدريد بشأن القضية الوطنية، والذي يؤكد وجاهة مخطط الحكم الذاتي، باعتباره الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.


وأضاف البلاغ أن الطرفين أشادا في هذا اللقاء، بالتنسيق المشترك بين المغرب وإسبانيا في ملف الهجرة ومحاربة شبكات الاتجار بالبشر، مشيرا إلى أن اللقاء شكل مناسبة لبحث سبل الشراكة والتعاون بين جزر الكناري، ومختلف أقاليم المملكة المغربية.


ورحب رئيس الحكومة، وفق المصدر ذاته، بمتانة العلاقات الثنائية بين المغرب وجزر الكناري، موضحا أن الروابط التاريخية والقرب الجغرافي بين الجانبين تفتح أمامهما آفاقا واعدة للشراكة الاقتصادية، كما نوه بالمقاولات الكنارية المستقرة في المغرب، والتي تهتم بالإمكانيات الكبيرة المتاحة بالمملكة في قطاعي السياحة والطاقات المتجددة، لافتا إلى أن هذه الشراكة الاقتصادية الثنائية يمكن أن تتعزز على مستوى مجموعة من المجالات منها تحلية مياه البحر والسياحة.


وقد اتفق المغرب وجزر الكناري خلال هذه الزيارة على تعزيز الروابط الجوية بين الطرفين؛ من خلال إطلاق ثلاثة خطوط جوية، على أعقاب زيارة أنخيل فيكتور توريس، رئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري، للمغرب.


وتباحث ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مساء أمس الأربعاء، مع رئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري الذي حل بالمملكة في أول زيارة له بعد قرار الحكومة الإسبانية الاعتراف بمقترح الحكم الذاتي.


وأعلن أنخيل فيكتور توريس عن تعزيز ثلاثة خطوط إضافية للروابط الجوية بين المغرب وجزر الكناري، و”التزام” المملكة باستئناف الخط البحري بين طرفاية وفويرتيفنتورا الذي أغلق في عام 2008.


في حديثه للصحافيين في السفارة الإسبانية بالرباط خلال اليوم الأول من زيارته للمغرب، أكد رئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري أنه تم الاتفاق مع الحكومة المغربية على أن شركة Vinter ستدير ثلاثة خطوط جديدة بين كل من الأرخبيل وطنجة والصويرة وأكادير، اعتبارا من شهر يوليوز المقبل.


وأشار أنخيل فيكتور توريس أيضا إلى أن استعادة الخط البحري بين طرفاية وفويرتيفنتورا، الذي أغلق عام 2008 بعد أن جنحت سفينة عند مخرج المدينة الساحلية المغربية، قد “وضع على الطاولة”.


وبهذا المعنى، سلط الضوء على “التزام المملكة المغربية وحكومة جزر الكناري بإعادة تفعيل هذا الخط البحري”، وأوضح أن هناك شركات كنارية مهتمة بتشغيله؛ وهو ما سيسمح له بالبدء “في أقرب وقت ممكن”ٍ، وأصر على أن “هناك إرادة” لاستئنافه، مشددا على أنه جرى تقديم مناقصة مع شركات مغربية للقيام بذلك وتركت فارغة والآن تم فتحها حتى تتمكن الشركات التي ليست من ذلك البلد من تشغيل الخط.


وبعد أن سلط الضوء على أن زيارته للمغرب تأتي في توقيت “جيد”، إثر الأزمة الثنائية التي انتهت قبل عام بدعم إسبانيا لمغربية الصحراء؛ سجل رئيس حكومة جزر الكناري أن هذه الأخيرة مستعدة للبحث عن خطوط الدعم حتى تصبح حقيقة واقعة.


وقال أنخيل فيكتور توريس: “عندما تكون العلاقات بين الحكومتين جيدة، فهذا أمر جيد لجزر الكناري؛ وعندما لا تكون جيدة، فإن جزر الكناري هي واحدة من أكثر الأماكن تضررا”.