هل نحن فعلا مقبلون لا قدر الله.. على احتقان اجتماعي غير مسبوق

مصطفى الفن

هل نحن فعلا مقبلون، لا قدر الله، على احتقان اجتماعي غير مسبوق بسبب هذا الغلاء الذي اكتسح كل شيء يهم حياة ومعيشة بسطاء المغاربة؟

سؤال لا أملك له جوابا دقيقا..

لكن كل المؤشرات على الأرض توحي بذلك عندما يصبح الدرهم المغربي لا يساوي ولو بصلة واحدة أو ولو حبة طماطم..

وعندما تصبح لدينا حكومة على شكل “شبح” لا تهش ولا تنش ولا تعرف ماذا تقدم ولا ماذا تؤخر كما لو أنها مكبلة المعصمين وبلا صلاحيات..

وعندما يصبح أيضا رئيس مجلس المنافسة للبلد مع الظلم ومع الحكومة ومع الغلاء ومع سحق الفئات الهشة من الناس ومع المنافسة غير الشريفة وضد الشعب..

أكثر من هذا، فحتى “زعماء” النقابات الذين من المفروض أن يكونوا مع المغاربة ومع الشعب ومع الفئات المسحوقة ومع المواطنين الذين يكتوون بنار الغلاء..

وهذا هو منطق الأشياء ومنطق النقابة ومنطق العمل النقابي..

لكن الذي حصل هو أن هؤلاء “الزعماء” النقابيين اختاروا منطق “النقب” واختاروا أن يكونوا مع الحكومة ومع الباطرونا ومع باعة “المازوط” ضد العمال وضد شارع غاضب وهائج..

وإذا كان مفهوما أن يبيع الاستقلاليون نقابة الاتحاد العام للشغالين في سوق النخاسة مقابل رئاسة غرفة بالبرلمان هي غرفة تسجيل لا غير..

نعم إن الأمر مفهوم لأنه لا يمكن أن تنتظر أي شيء من “نقابي” مزيف يتقاضى تعويضا شهريا كرئيس مجلس المستشارين يساوي تقريبا التعويض الشهري لرئيس حكومة مع امتيازات غير عادية:

سبعة ملايين في الشهر وتعويضات بلا سقف عن المازوط وعن المبيت في الفنادق الفخمة وعن الأكل في المطاعم الفخمة وعن الأسفار وعن أي تحرك صغير أو كبير زائد سيارة شخصية وسيارة للأبناء مع 200 مليون سنتيم تضح سنويا في الحساب الشخصي للسيد ميارة..

كل هذا مفهوم لكن غير المفهوم هو أن يبيع ملياردير، مثل السيد موخاريق، نقابة عريقة كالاتحاد المغربي للشغل، التي كانت في وقت من الأوقات ضمير شعب بكامله، بدراهم معدودات من الدعم الحكومي..

لكن لماذا لا يبيع أثرياء النقابات أي شيء وقد ضخت الحكومة في ماي الماضي زيادة “محترمة” في الدعم المالي للنقابات وصل إلى 30 في المائة..

حصلت هذه الزيادة بشكل تلقائي ودون حتى أن تطلبها هذه النقابات أو تعتصم أمام البرلمان كما يفعل معظم العاملين في العديد من القطاعات..

فيما لم تتجاوز الزيادة في أجور العاملين بقطاع مهم هو الصناعة والتجارة والخدمات سوى 10% وعلى حولين كاملين..
…