أكثر من 2650 قتيلا في تركيا وسوريا جراء الزلزال المدمر

قتل أكثر من 2650 شخصا وأصيب الآلاف إثر الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا فجر اليوم الإثنين، حيث بلغت قوته 7,8 وامتدت ارتداداته إلى سوريا، وهذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من نصف قرن.
وفيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية المهدمة، أعلنت السلطات التركية في أحدث حصيلة عن مقتل 1651 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف. أما في سوريا التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد عن 11 عاما، تعدى عدد الضحايا الألف قتيل وأصيب مئات آخرون.
ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر صباح الإثنين جنوب تركيا وامتدت اهتزازاته إلى شمال سوريا، مخلفا أكثر من 2600 قتيل في البلدين، مع تواصل عمليات البحث عن ناجين بين ركام البنايات والعمارات المهدمة.

حسب المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي فإن مركز الزلزال القوي كان قرب غازي عنتاب في جنوب تركيا عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت غ) على عمق حوالى 17,9 كلم. وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10:24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو.
في أحدث حصيلة للضحايا في تركيا نشرتها السلطات قال وزير الصحة التركي إن الهزة أسقطت 1651 قتيلا و11119 مصابا. ولا تزال هذه الحصيلة غير نهائية وخصوصا أن عدد المباني التي انهارت في تركيا بلغ 8533 على الأقل.

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال المدمر بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى ومؤكدا أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة.

أما في سوريا التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد عن 11 عاما، وصل عدد الضحايا إلى ألف قتيل وأكثر من 2400 جريح حسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة في حصيلة جديدة غير نهائية ومرشحة للارتفاع.
وأعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد القتلى إلى 570 وإصابة 1403 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 430 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.
وتظهر الصور دماراً كبيراً في مدن عدة بينها جبلة واللاذقية، انهارت فيها أبنية بأكملها موقعة خسائر بشرية وأضرارا جسيمة، وفي مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية التي شهدت على ضراوة المعارك وحملات القصف خلال سنوات الحرب،وحسب محافظة حلب، تم انهيار 46 مبنى على الأقل، ما أدى إلى مقتل 156 شخصاً من إجمالي الضحايا.
وفي حي الأربعين في مدينة حماة، انهار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، فيما انهمكت فرق الإنقاذ والإسعاف في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، وقال متحدث من الهلال الأحمر السوري في الحي لوكالة الأنباء الفرنسية إن عدد السكان الموجودين في المبنى يبلغ نحو 125 شخصاً.
وفي مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق، أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) مقتل 380 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.
ورجّحت ارتفاع حصيلة القتلى مع “وجود مئات العائلات تحت الأنقاض” وسط “صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ”.
وأحصت المنظمة انهيار أكثر من 133 مبنى بشكل كامل و272 بشكل جزئي، عدا عن تصدّع آلاف المباني في شمال غرب سوريا.
وأفاد مراسلو وكالات الأنباء في شمال سوريا عن سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها، وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس (شمال حلب) وسرمدا (شمال إدلب).