هل هو انقلاب ضد عبد اللطيف وهبي؟

بعد هزة نتائج امتحان المحاماة، و الخرجات غير الموفقة للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، أصدر قياديون سابقون لهذا الحزب نداء، يدينون فيه “الأداء الغريب و السلوكات اللامسؤولة و غير محسوبة العواقب” للأمين العام الحالي، ويدعون كل مؤسسات الحزب، بمسيريه وكل فاعليه كي يضطلعوا بواجبهم بكل “صرامة لإعادة حزبهم إلى خطه القويم”.

وحسب المعلومات التي نتوفر عليها فإن حزب “البام” يعيش منذ مدة حالة توتر بين أعضاءه وقيادته ويبدو أن هناك انشقاقات من داخله.


ويبدو أن بيان القياديين السابقين لحزب “البام”، لم يأت من فراغ، فهل يحضرون لشيئ ما بصفتهم من المؤسسين الأولين لهذا الحزب؟ ولكونهم مقربين من الأمين العام السابق إلياس العمري والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، الذي استقال من الأمانة العامة للحزب بعد تعيينه مستشارا ملكيا؟
هل تريد الدولة يا ترى أن تستعيد هذا الحزب من أمينه العام عبد اللطيف وهبي بعد تصريحاته وممارساته؟ هذه التصريحات التي اعتبرها القياديون السابقون للحزب “استنزافا مجانيا لشعبية ومصداقية الحزب، بحيث تستهدف كل القيم و المبادئ و المكتسبات التي حققها المغرب..وما يصاحبها من ممارسات باسم مؤسسات الدولة ومواقف متضاربة و تصريحات عشوائية يكاد يستفرد بها وزير واحد داخل التشكيلة الحكومية الحالية، والذي أصبح يشكل مصدر انزعاج للرأي العام وتشويش متواصل على أداء وزراء حزبه”.


حيث صرح هؤلاء القياديون بأن الحكومة تتردد في التدخل لوضع حد لمظاهر الشطط وإنصاف ذوي الحقوق المهضومة و حماية ثقة و آمال الشباب في غد أفضل، ولفرض انسجامها مع تعهداتها لمختلف الفاعلين و الحفاظ على منسوب الثقة الواجب توفره بمحاربة أسباب و مصادر اليأس.


وقال كل من حسن بنعدي حكيم بنشماس، محمد الشيخ بيدالله وفاتح الذهبي، أنهم أصدرو هذا النداء نظرا للتحديات “الهائلة التي أضحت تفرض، بإلحاح شديد و أكثر من أي وقت مضى، تقوية الجبهة الداخلية الوطنية، وتعزيز التماسك و الوحدة و التضامن داخل الوطن ، من أجل الحفاظ على وحدة كياننا الوطني وتعزيز نهضته وكرامة مواطنيه..”


كما صرح موقعو النداء بأن قيادة وهبي لحزب الأصالة و المعاصرة ، التنظيم الأبرز الذي ظهر في العهد الجديد، الذي يخوض تجربته الحكومية الأولى عكس حلفائه في الحكومة، هو ما جعلهم يعلنون تبرأهم من “هذه التصرفات و رفضهم القاطع لها باعتبارها تنكرا غير مقبول و انحرفا خطيرا بالنسبة للمشروع المؤسس للحزب”.