محمد عصام يكتب: نيران صديقة في بيت التحالف.. هل سيكرر البقالي سيناريو المهاجري؟

الذي عجز عن قوله سي عبد الله البقالي، هو من المستفيد رقم واحد من هذه الوضعية؟ أليس المستفيد هو رئيسه في التحالف الحكومي عزيز أخنوش صاحب الشركة المهيمنة على القطاع؟


أليس أخنوش هو من تضاعفت ثروته في عز الأزمة، بسبب ما يقع في سوق المحروقات من تجاوزات، سبق لمجلس المنافسة في نسختيه الأولى والثانية أن نبه لها، بل إن المجلس في نسخة سي ادريس الكرواي قرر تغريم الشركات المهيمنة بغرامات معتبرة لردعها، قبل أن يجد نفسه ضحية تفجير داخلي، ليس ببعيد أن يكون خلفه من تضرر أو سيتضرر من تلك الغرامات لو طبقت؟


والسؤال الثاني الذي لم تطرحه هذه الافتتاحية الجريئة والتي نحيي صاحبها عليها، ما موقع حزب الاستقلال مما يقع، وهل هذه القناعة المعبر عنها في الافتتاحية هي قناعة شخصية أم جماعية، وفي كلتا الحالتين، هل استمرار التحالف وضمنه حزب الاستقلال له ما يبرره؟ أو بالأحرى هل من منطق سياسي يجيز الاستمرار في التحالف؟ وكاتب الافتتاحية يقول بالحرف: “ما تقترفه شركات المحروقات في بلادنا يكتسي خطورة بالغة جدا، لأن الإبقاء على الأسعار مرتفعة، بما يمكن هذه الشركات من مراكمة أرباح مالية غير مشروعة، سبب من أسباب ارتفاع أسعار العديد من المواد، والغضب الشعبي من هذه الارتفاعات المهولة يزداد ويتنامى، وقد يتطور. ثم إن هذه الانتهازية تمس بمصداقية المؤسسات، وفي مقدمتها الحكومة والبرلمان ومجلس المنافسة، فإذا كانت كل هذه المؤسسات الدستورية عاجزة عن التصدي لجشع شركات معينة، فلا داعي لوجودها أصلا”.


هذه هي خلاصة البقالي، ونحن نضيف عليها جملة واحدة فقط: إذا كان الوضع كذلك، فما هو مبرر وجودكم في الحكومة والتحالف أصلا؟