الغش الالكتروني… يغزو جامعة ابن زهر بأكادير

 يعتبر التقويم أحد أهم المعايير الثابتة لمعرفة مدى تحقيق النجاح المعرفي والعلمي ويعتبر مؤشر يعزز الجوانب الصائبة و يرسخها أو يدرء الإعوجاج في حال الرسوب و بالأحرى هو نموذج حي نعلم من خلاله مصداقية العملية التعليمية  لدى كل طالب على حد سواء ، لكن الأساليب التكنولوجية الحديثة ساهمت و بشكل ملموس لا تشوبه شائبة في انحطاط التحصيل العلمي و تدنيه وأضحت الامتحانات الإجمالية على رأس نهاية كل أسدس لا تمث الحقيقة بصلة و نقاطها لا تعكس المستوى الحقيقي للأفراد داخل الكلية بفعل تفشي ظاهرة الغش و استفحالها. 

  سماعات البلوثوت و اجهزة صينية الصنع قد تسبب عاهة مستديمة لمستعمليها (VIP)  ونظارات وساعات الكترونية أعدت لهذه الغاية خصيصا تباع علنا على المواقع الإلكترونية دون حسيب ولا رقيبب ، و أثناء فترة التقويمات على جنبات جامعة ابن زهر باكادير يتردد على مسامعك أصوات مجموعات طلابية تجهر بتمرير رسائل صوتية و مكالمات، تجيب هذه الاخيرة عن أسئلة مسربة سلفا عبر تقنيات الواتساب و التلغرام  وبسرعة تعود الأجوبة أدراجها للطالب دون تكليفه عناء الحفظ و مشقة المطالعة وفي أخر المطاف  يتحول الطالب من راغب في العلم الى مجرد آلة ناسخة. 

  باتت الظاهرة تؤرق عمداء الجامعات وعدد محاضر الغش في تزايد مستمر و الظاهرة تستوجب منا دراسة معمقة للبحث في حيثياتها والتصدي لها ، يمكن أن نحصر أسباب هذه العادة المذمومة في إحساس الطالب بضعف قدراته العقلية و ضعف مستوى التحصيل لديه وعدم تقدير المسؤولية الملقاة على عاتقه ، ونختم مقالنا هذا بمثال موجه لكافة الطبقات الغشاشة في كل بقاع هذه البسيطة مفاده " غش الطبيب يدفن تحت الأرض ، و غش المهندس يقع على الأرض ، و غش الطالب يسير فوق الأرض ، و غشاش اليوم هو نفسه فاسد الغد ".