قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني … الداخل له مفقود والخارج منه مولود ” تقرير”

يبدو أن المسؤولون بجهة سوس ماسة، لم يزوروا يوما قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، أو أنهم ببساطة يتجاهلون الحالة المزرية لهذا القسم الذي يعتبر من بين أهم الأقسام بالمركز الاستشفائي المذكور.

في هذا الصدد قام أحد صحافيو “مغرب تايمز”، بزيارة ميدانية لقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني، حيث تم تسجيل العديد من الخروقات، والملاحظات الخاصة بالمرافق وكيفية تعامل الأطر الطبية مع المرضى والالتزام بأوقات العمل.

المرافق .. أرضيات مهترئة وغياب تام لوسائل الراحة

لن يستطيع شخص زار لأول مرة قسم المستعجلات بالمستشفى المذكور، التمييز بين زنزانة في سجن يحوي أخطر المجرمين، وبين واحد من أهم الأقسام العلاجية بجهة سوس ماسة، والذي يستقبل مئات الأشخاص بشكل يومي، حيث أن مدخل هذا القسم هو عبارة عن باب من قضبان حديدية كالتي تستعمل في السجون، ولا يمكن تجاوزها إلا بعد الإدلاء بورقة تفيد تسديد ثمن ”الصندوق”.

غرف العلاج بقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني، لا يمكن وصفها إلا بـ”الرديئة”، تحتوي على بعض الأسرّة التي تمزقت أقمشتها “المتلاشية”، في حين تساقطت أجزاء من صباغة الغرف، ناهيك عن الأرضية المهترئة، والإضاءة التي تستعمل فيها مصابيح كالتي تتدلى بـ”المراحيض” العمومية المتواجدة بالمحطات الطرقية.

وبالنظر إلى عدد الوافدين على قسم المستعجلات والذي يقدّر أحيانا بالمئات بشكل يومي، من الطبيعي توفير عدد كاف من الكراسي، من أجل توفير الراحة للمرضى الذين ينتظرون دورهم في تلقي العلاج، إلا أن العكس هو ما يقع بمستشفى الحسن الثاني، حيث يبقى أغلب المرضى واقفين على أرجلهم لدقائق طويلة وأحيانا ساعات من أجل تلقي العلاج، نظرا لقلة كراسي الانتظار، إذ تم إحصاء ثلاث أو أربعة كراسي في أقصى تقدير.

ملائكة الرحمة .. بين القلّة وإنعدام الضمير المهني

أقوى ملاحظة تم تسجيلها على مستوى الأطر الطبية بقسم المستعجلات المذكور، هي قلة الأطباء أمام العدد الهائل من المرضى، إذ يتم في أغلب الأحيان تخصيص طبيبتين فقط لمواكبة الحالات المرضية الوافدة.

من جانب آخر، تم ملاحظة ما يتعرض له المرضى من بعض الممرضات، إذ لا يتم احترام مشاعر الوافدين على المستعجلات، حيث تقوم تلك الممرضات بإطلاق ”ضحكات” بصوت مرتفع تسبب إزعاجا وضررا نفسيا للمرضى، ما يستوجب إعادة النظر في تكوين الممرضات والممرضين خصوصا في الجانب الاجتماعي.

الالتزام بأوقات العمل، يعتبر من بين النقط التي يجب التركيز عليها، خصوصا في ساعات الصلاة أيام الجمعة، حيث يقوم أغلب الموظفين بمغادرة مكاتبهم ويتوجهون صوب المسجد، ما يؤرق راحة المرضى، فعلى سبيل المثال، تم منع أحد المرضى من ولوج قسم المستعجلات بداعي أنه لم يدفع ثمن ”الصندوق”، لكن عندما توجه إلى مكتب الدفع، تفاجأ بعدم تواجد الموظف المسؤول بداعي أنه يؤدي صلاة الجمعة، ليضطر المريض بعد ذلك لانتظاره لأكثر من ساعة.