أزمة الغاز تجمعُ الجزائر وفرنسا حول طاولة واحدة
يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس 25 غشت الجاري ، بزيارة إلى الجزائر والتي تستمر ليومين، حيث يُنتظر أن يبحث خلالها العديد من الملفات، ضمنها ملف الطاقة والأمن ومحاربة الإرهاب، إلى جانب إمكانية فتح لملف الأزمة الدبلوماسية لهذا البلد المغاربي مع إسبانيا والمغرب بسبب ملف الصحراء، وهي زيارة أصبحت حديث وسائل الإعلام الجزائرية وسط حفاوة كبيرة ملحوظة من سلطات هذا البلد.
وتجعل الجزائر، من زيارة الرئيس الفرنسي حدثا تاريخيا، ترفض ، من خلال وسائل الإعلام المقربة من الجيش ومن قصر المرادية، الإقرار بأي وساطة يمكن أن يقوم بها الرئيس الفرنسي بخصوص العلاقات مع المغرب أو ملف الصحراء المغربية.
ومن الملفات المثيرة التي من المتوقع أن يناقشها ماكرون مع نظيره الجزائري ملف الغاز والبترول في خضم أزمة البحث عن بديل للغاز الروسي، في وقت أشار فيه مسؤولين فرنسيين مقربين من الرئيس إلى أن الرحلة لا تتعلق باستبدال واردات الغاز من روسيا، بل بإصلاح العلاقات.
ومنذ أن بدأت روسيا في تخفيض إمدادات الغاز لأوروبا، اضطربت الأسواق الطاقية ما دفع المستشار الألماني أولاف شولتس إلى اتهام موسكو باستخدام الطاقة كسلاح للرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
فيما حذّر ماكرون من مصاعب محتملة في الأشهر المقبلة، وطلب من الفرنسيين: “قبول دفع ثمن حريتنا وقيّمنا”، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي في ذكرى تحرير بلدة بجنوب فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
جدير بالذكر، أن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي زار الجزائر مرتين منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وفي شهر يوليوز أعلن أن شركة الطاقة الجزائرية الحكومية، مجموعة “سوناطراك”، ستزود إيطاليا بـ4 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز خلال فترة غير محددة. زوّدت الجزائر إيطاليا بـ13.9 مليار متر مكعب من الغاز منذ بداية عام 2022، بزيادة 113% عما تم تخصيصه في البداية لروما، بحسب بيان صادر عن “سوناطراك”.
وتعمل إيطاليا، التي يربطها خط أنابيب بالجزائر، بشكل أكثر مقارنة مع العديد من نظيراتها الأوروبيين في تقليل اعتمادها على روسيا بعد غزو أوكرانيا. وخفّضت اعتمادها على الغاز الروسي إلى 25% من حوالي 40% في بداية عام 2022
تعليقات