بحلول 2050 .. المغرب في مصاف الدول الرئيسية المنتجة عالميا ل”الهيدروجين الأخضر”

تعول دول العالم المتقدمة على النمو السريع لاقتصاد الهيدروجين العالمي الذي سيفرض تحولا كبيرا في جغرافيا الاقتصاد الجيوسياسي مع نشوء أوجه ترابط جديدة، وذلك وفقاً لوكالة الدولية للطاقة المتجددة، كما يُعتقد أن الهيدروجين يمكن أن يثبت أنه حلقة مفقودة لخلق مستقبل للطاقة آمن مناخيًّا.


وبالنسبة للمغرب, فقد نشرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” في يناير 2022 تقريرا يصنف المغرب في المركز الرابع ضمن تصنيف البلدان الأكثر قابلية لتصبح منتجة رئيسية للهيدروجين الأخضر بحلول العام 2050.7]


ومن المحتمل أن يصبح المغرب من بين البلدان الأسرع تطورا في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث وضعت المملكة خططا عملية لتحقيق هذا الهدف، تتمثل أساسا في إنشاء لجنة وطنية لإنتاج الهيدروجين سنة 2020، وكانت من بين أولى الدول التي وقعت اتفاقات مع ألمانيا الساعية إلى خفض تبعيتها للطاقات الأحفورية لصالح الطاقة المتجددة.[18]
ويسعى المغرب إلى تحقيق إمدادات طاقية إجمالية تصل إلى 14 تيرا واط/ساعة بحلول العام 2030، منها 10 تيرا واط/ساعة منها موجهة للتصدير. وقد رصد المغرب استثمارات مالية كبرى لهذا الغرض، وهي تحقق -إلى جانب الإنتاج الطاقي- فرص شغل تقدّر بالآلاف.


ويستفيد المغرب في هذا المجال من استثماراته السابقة في مجال الطاقة الشمسية التي تعتبر من الطاقات النظيفة القابلة للاستعمال في إنتاج الهيدروجين الأخضر.


وسيمكّن إنتاج الهيدروجين الأخضر المغرب من تقليص وارداته من مادة الأمونيا المستعملة في إنتاج الأسمدة المستخرجة من الثروة الفوسفاتية التي يحوزها المغرب، مما يسمح للمملكة باستقلالية أكبر في إنتاج مواد حيوية في اقتصادها.
وتقدّر كلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الهيدروجين بحوالي أربعة دولارات، وهي أقل كلفة عرفها هذا المجال، وتحديدا في شبه الجزيرة الأيبيرية (جنوب غرب أوروبا)، لكنها تظل مرتفعة مقارنة بمصادر الطاقة الأحفورية.
وينتج الهيدروجين الأخضر من خلال تحليل كهربائي لجزيئات الماء، يؤدي إلى تفكيكها وفصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأوكسيجين. وتؤدي عملية التحليل الكهربائي للماء إلى الحصول على كل من الديوكسيجين (O2) وثنائي الهيدروجين (H2).


ويمتاز غاز ثنائي الهيدروجين بخفته الكبيرة، مما يجعله متحررا من قوة الجاذبية، وبالتالي لا يوجد داخل الغلاف الجوي للأرض إلا بنسبة ضئيلة، إذ تغادر قرابة ثلاث كيلوغرامات من الهيدروجين الغلاف الجوي للأرض كل ثانية.[1]