وسط هجوم وعنف.. المواجهات بين الرحل وساكنة جماعة “النحيت”

لازالت ساكنة جماعة ” النحيت” التابعة لإقليم تارودانت، تعاني من اعتداءات متكررة وهجومات متتالية من طرف الرعاة الرحل الذين عمدوا إلى تغذية قطيعهم من الأغنام والماعز على مزروعات المنطقة.
أثار هذا الهجوم غضب الساكنة نظرا للأضرار الجسيمة التي خلفها على مستوى مزروعاتها وأملاكها الخاصة، أتى على أجزاء منها قطيع الأغنام والماعز التابعة للرعاة، الأمر الذي شكل خطرا على الساكنة باعتبار هذه المنتوجات مورد رزق أساسي لها.
الى جانب الهجوم على أملاكهم الخاصة، تم تكسير سيارات المواطنين والعبث بسلع أحد الدكاكين الموجود ب”دوار ثلات” نفرض والهجوم على النساء والأطفال مما خلق هلعا وخوفا كبيرا بين ساكنة هاته الجماعة.
وليست هذه المرة التي يقوم فيها الرعاة بتنفيذ قانونهم الخاص بالمنطقة، حيث تعيش جماعة “النحيت” مناوشات بين الرحل والساكنة وظلم منذ ثلاثة أشهر، بحيث تتعرض حقولهم ومواردهم المائية للاستنزاف، وبالرغم من نداءات الساكنة لم يستجيبوا وهو ما أدى إلى نشر الهلع في صفوف السكان الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم.
إزاء هذا الوضع، وبعد ان ضاقت الساكنة درعا جراء توالي الهجومات في الأشهر الماضية التي أدت الى إتلاف المحاصيل الزراعية ومصادر المياه، التجأت الساكنة يوم أمس الأربعاء، إلى مقر القيادة لتنظيم وقفة احتجاجية سليمة، أمام قيادة والقاضي مطالبين السلطات المحلية بمرافقتهم لطرد هؤلاء الرعاة من أراضيهم ومن وسط الدواوير، فتوجهت رفقة المحتجين لإجلاء الرعاة ، الا وانه بعد وصولها تعرضوا للهجوم من طرف الرعاة الرحل، مسلحين بالأسلحة البيضاء لينفذوا هجومهم على المسيرة الاحتجاجية وخربوا كل ما في طريقهم من سيارات ومن متاجر ودراجات نارية في ملكية مواطني المنطقة.
وبعد التحاق الدرك الملكي والسلطات المحلية من أجل إنصافهم، فر هؤلاء الرعاة نحو غابات الأركان مما دفع برجال الدرك الى البحث عنهم دون التمكن من اللحاق بهم.
كيف يعقل أن تتعرض الساكنة للهجوم على ملك يخصها ولها كامل الحق في التصرف فيه؟ وكيف يسمح للرعاة الهجوم على أراضي الغير واستباحتها؟
فمن غير المعقول وغير مقبول أن يهاجم الرعاة على الساكنة والاعتداء عليهم وعلى الأمن، من المسؤول عن توفير الحماية لهؤلاء؟ ولماذا لم يتم إيجاد حل لترحيل وتوقيف الرعاة؟ هل هي خطة ضد الساكنة لتهاجر؟
هي أسئلة كثيرة وسط مطالب الساكنة بتدخل الجهات الوصية من أجل وضع الحد لهجومات الرعاة الرحل من جهة، والحفاظ على الموارد الطبيعية للمنطقة من جهة أخرى.
كما تطالب الساكنة بتطبيق القانون وطرد الرعاة من أراضيهم التي تعتبر مصدر عيشهم بعد أن هاجر جل الساكنة، جراء الجفاف والأزمات المتتالية على المنطقة، وتطالب أيضا بالتعويض عن الأضرار التي لحقت مزارعهم ومصدر مياههم، وتعويض أصحاب المحلات التجارية التي تعرضت للتخريب والنهب من طرف عصابات الرحل.
تعليقات