أوروبا والاعتماد على النفط الروسي.. هل السعودية هي البديل؟

يتفق الخبراء على أن العقوبات على روسيا لن تؤتي ثمارها تماما ما لم تشمل قطاع النفط والغاز. بيد أن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي لارتفاع جنوني لأسعار الطاقة. فهل تقدم دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط لا سيما السعودية يد العون؟
مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا أسبوعه الثاني، ازدادت الدعوات إلى فرض عقوبات جديدة تتناول قطاع الطاقة، إذ حثت 465 منظمة في 50 دولة على التوقف عن استيراد الغاز والنفط من روسيا.
وفي بيان وقعت عليه “السلام الأخضر” و”تمرد ضد الانقراض”، حذرت هذه المنظمات من أن “إدمان الوقود الأحفوري في العالم يمول الحرب التي يشنها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
وتأتي روسيا في المرتبة الثانية في إنتاج النفط الخام في العالم، أي بنسبة 14 بالمائة من إجمالي إنتاج النفط في العالم خلال العام الماضي، حسبما ذكر معهد أكسفورد لدراسات الطاقة.
وأضاف المعهد في تقرير صدر في مارس/ آذار أن حوالي 60 بالمائة من صادرات روسيا من النفط الخام تذهب إلى القارة الأوروبية فيما تحصل آسيا على حصة تبلغ 35 في المائة منه.
وبهذه النسبة التي تقترب من الستين بالمائة، تزود روسيا القارة الأوروبية بنحو ثلث احتياجاتها من النفط فيما يقدر الخبراء أنه وفقا لأسعار الطاقة الحالية فإن أوروبا تدفع لروسيا حوالي 350 مليون يورو (382 مليون دولار) يوميا مقابل الصادرات النفطية.
وفي ذلك، حذرت المنظمات في بيانها من تداعيات الاعتماد على الطاقة من موسكو، مضيفة “إذا استمر العالم في استخدام النفط والغاز الروسيين، فإن هذا من شأنه أن يلغي تأثير أي العقوبات والمقاطعة الدولية التي من المفترض أن تدفع روسيا إلى الانسحاب من أوكرانيا.”
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي جو بليدن في خطاب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء من الشهر الجاري”حظر جميع واردات النفط والغاز الروسية” بسبب غزو أوكرانيا. وأوضح الرئيس الأمريكي أن هذا يعني أنه لن يتم قبول النفط الروسي بعد الآن في الموانئ الأمريكية و”سيوجه الشعب الأمريكي ضربة قوية أخرى لآلة حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بايدن قوله “الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي.. لن نشارك في دعم حرب بوتين”. وذكر بايدن أن الحرب في أوكرانيا ستسبب ارتفاعاً إضافياً في أسعار البنزين، لكنه حذر صناعة النفط والغاز من زيادات مفرطة وتفوق الحد في الأسعار.
وترفض أوروبا في الوقت الحالي فرض حظر على الواردات الروسية من الطاقة. لكن الولايات المتحدة هي مصدّرة بحتة للطاقة أي أنها تُنتج كميات نفط وغاز أكثر من حاجتها الاستهلاكية، حسبما ذكّر بايدن. وأوضح “يمكننا اتخاذ هذا القرار فيما لا يستطيع آخرون”. وتابع “لكننا نعمل بشكل وثيق مع أوروبا وشركائنا لوضع استراتيجية على المدى الطويل من أجل تخفيف اعتمادهم على الطاقة الروسية”. وأضاف الرئيس الأمريكي “نبقى متّحدين في نيّتنا مواصلة ممارسة ضغط متزايد على بوتين وعلى آلته الحربية”.
DW/ مغرب تايمز
تعليقات