لست وزيراً.. أنا مجرّد لاجئ عن دائرة المحبس
بقلم : الأستاذ والكاتب يوسف الغريب
هذه الحقيقة لم تخرج إلاّ من فم قيادي من الصفوف الأولى لجبهة البوليزاريو وهو يحاضر وسط مجموعة من عناصر الجبهة بفرنسا ليواصل السيد مصطفى البشير نقده الذاتي لمشروع تأسيس الدولة الصحراوية قائلاً :
( لا نملك شروط الدولة.. وإبراهيم غالي نفسه مسجل كلاجئ باسم غالي السيد مصطفى.. وليس رئيس دولة..
مضيفا بأننا نتسوّل كل شروط الحياة في حدها الأدنى عند جنيرالات الجزائر..
وعاد ليذكر محاضريه بهذه الجملة البليغة ( يجب علينا أن نكون واقعيّين.. لا نعلم أين نذهب)
لم يأت هذا التصريح الصادر عن أحد صناع القرار الداخلي للجبهة إلاّ ليعزز قناعة المنتظم الدولي باستحالة تأسيس أيّ كيان بالصحراء المغربية
تلك القناعة التي لم تكن هديّة من أحد بل هي نتيجة الذكاء الدبلوماسي المغربي الذي دبّر ملف قضيتنا الوطنية طيلة 45 سنة بأسلوب تكتيكي مرن وقدرة عبقرية في إدارة دفة الصراع على الارض وفي أروقة الدبلوماسية
لذلك لا يعدوا – في نظري – أن يكون تصريح هذا القيادي باعتبار وضعه الإعتباري عنوان للنفق المسدود التي آلت إليه أطروحة الانفصال من خلال الحقائق والوقائع ميدانيّاً و تغيير جدري في موازين القوى الحاضنة للمقترح المغربي عالميّاً..
هي قناعته الآن بعد أن أدرك هو وجماعته استحالة اختراق الجدار الدفاعي المغربي، الذي هو أقوى بكثير مما كان عليه سنة 1991.. وبعد الفشل الذريع في تنفيذ أوامر عرابيها من العسكر الجزائري بإعلان حرب كرد فعل بعد تحرير الكركرات
هي الحقيقة المرّة بعد اللاءات الثلاث كما حدّدها صاحب الجلالة في خطابه الأخير.. لذلك لن تضيف أي شيء لمسار قضيتنا الوطنية غير التأكيد على مايقوله المغرب دائما وأبداً هو أن العسكر الجزائري منذ بوخروبة هو الطرف الوحيد في خلق هذا النزاع وتمويله ماديا بإيواء وتسليح وتمويل وحماية (جبهة البوليساريو،) وتقديم الدعم اللوجيستي والإداري والدبلوماسي لها
ليكون هذا التصريح عنوان هزيمة للنظام الجزائري وإعلان الجنازة.. جنازة دفن وموت وإقبار جمهورية الوهم
وقد يكون الفضل لهذا القيادي أن يصارحهم بحقيقة الوهم بالألقاب.. فنحن لسنا وزراء الا في الجزائر.. ولا جئون في بقية أرجاء العالم..
والرئيس لا يستقبله بهذه الصفة الا تبون وما قبله.. وهو بن بطوش بإسبانيا.. أو لاجئ بسيط.. تتاجر بقضيته الوهمية جنيرالات الجزائر وإصرارهم الغبي بالحفاظ على بقايا جثة والبحث عن أوكسجين لإعادتها إلى الحياة.. وخاصة داخل المغاربي بين تونس وموريتانيا..
هي الجثّة التي جاء وصفها في تصريح هذا القيادي بالقول
( لنكن واقعيّين.. لا نعلم أين نذهب)
هو التيه وفقدان البوصلة ومعالم الطريق..
و الأهمّ هو نزع الثقة في النظام الجزائري وجنيرالاته..
لذلك نهمس في أذن هذ القائد ومن معه أن لا منقذ لكم من هذا الضلال غير المقترح المغربي كحل لهذا النزاع المفتعل..
وأيضاً تبرئة مسؤولياتكم من معاناة أهالينا بمخيمات تيندوف..
هي مسؤولياتكم أمام الله..
وأمام التاريخ..
تعليقات