هُبِّي للنفير.. يا حكومة الشخير

ظهر رئيس الحكومة عزيز أخنوش وهو يغط في نوم عميق قبل أن ينتبه عضو من أعضاء حكومته فيخبر وزيرة كانت بجانب من رئيسها ، لعلها وزيرة الإقتصاد ” بلا مالية” نادية فتاح ، التي أسرعت لتوقضه من نومه قبل أن يلجأ مرتبكا الى ربطة عنقه خوفا على أناقته أو لعلها ضيقت على الأوكسجين الضروري لحنجرته ، في صورة لا تقل إثارة عن يوم ظهر إلى جانب عبد اللطيف وهبي وهما يحملان بتناغم و انسجام سرواليهما استعدادا لدخول الحكومة .
ولم يتوقف الفيديو، الذي من المؤكد أنه سيزعج الرأي العام العام الوطني عند سبات رئيس الحكومة بل تعداه الى شكيب بن موسى وزير التعليم الذي كان يجلس خلفه وهو يسبح في عالم أحلام النموذج التنموي الجديد ووعوده التي ضلت سجينة التقرير.
وكان عزيز أخنوش قبل نومه قد تقدم بجواب مليء بالخمول و الكسل عن سؤال محوري خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب حول موضوع مخطط عمل الحكومة لتعزيز بناء الدولة الاجتماعية والذي أشبع نواب الأمة باللسان الخشبي و الكلام الفضفاض حول وعيه و الحمد لله بحجم الطلب الاجتماعي المتزايد على الخدمة العمومية من صحة و تعليم وخلق فرص تشغيل .
أخنوش لم يخف أيضا في لحظة يقظته بأن الحكومة ستواصل العمل الوطني الجاد من أجل تجاوز مواطن النقص في السياسات الإجتماعية انطلاقا من قناعاتها هي أيضا بضرورة تكريس و تعزيز مكتسبات المغرب في المجال الاجتماعي .
وبهذا الكلام المفعم بالأمل و الإطناب ، يكون عزيز أخنوش ما يزال مستمرا في رحلته التي أعطى انطلاقتها في البرامج الحزبية مرورا بالبرنامج الحكومي وكلماته الأسبوعية المسترسلة داخل مجلس الحكومة .
نعم لقد أكد رئيس حكومتنا مرة أخرى أنه و حكومته واعيان كامل الوعي بقيمة الطلب الاجتماعي ، وأنهما يدركان كامل الإدراك حجم الانتظارات الاجتماعية المعلقة على التجرية الحكومية الحالية، مستوعبان معا و الحمد لله طبيعة التحديات و الرهانات التي تحيط بالمملكة و التي تجعل من اصلاح الورش الاجتماعي أولوية الأولويات
لكن رئيس حكومتنا و الحمد لله ” ليس بالخب ولا يمكن للخب أن يخدعه ” فهو لا يدعي طبعا أن هاته التجربة الحكومية ستنطلق في الإصلاحات الاجتماعية من فراغ ، كما ليس من مبادئهما نكران إنجارات الآخرين… مادامت الغاية هي بلوغ الدولة الاجتماعية أما متى ؟ ووفق أي برنامج أو مخطط لبلوغ ذلك ؟ فتلك قصة أخرى لازالت تلزمها نومة أخرى.
ويتابع رئيس الحكومة بكل حنكة و جدارة أن الحكومة قد وضعت أهدافها كاملة ” لتنزيل معالم دولة الانصاف الاجتماعي و إرساء دعائم مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية و الكرامة و المساواة ، وتكافؤ الفرص و العدالة الإجتماعية ومقومات العيش الكريم في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة.
وحتى لا يكون هذا الكلام مجرد نسخة و لصق من كل برامج الحكومات السابقة في المغرب، فقد نبه أخنوش إلى أن حكومته ستعمل مدة ولايتها على تعزيز ركائز الدولة الإجتماعية و تعتمد في ذلك على منهجية قوامها السرعة في التفاعل و الجرأة في الإنجاز و الشجاعة في اتخاذ القرار .
ولقد كاد أن يفحمنا بكثرة ما قام بتنزيله من أوراش اجتماعية في ظل شهرين فقط من العمل نعم أفحمنا شحما كلاميا مكسو بالدهون . ولم لا؟ فالفصل شتاء و الغلاء الذي آلت إليه المعيشة ما هو إلا غلاء .
وحتى لا ينزلق إلى ما لا يمكن أن تحمد عقباه ، فقد كان ضروريا أن ينعطف رئيس حكومتنا نحو التذكير بسرعة تنزيل القرارات الاجتماعية وفعاليتها في إشعال الشارع المغربي و إثارة السخرية و التنديد لدى المواطنين وهو أمر تستعد حكومة أخنوش لتكريسه و السير على نهجه انطلاقا من ” لن نتردد إذ تطلب منا هذا الإصلاح اتخاذ بعض القرارات التي قد تبدو مجحفة بالمنطق السياسي الضيق لكنها في العمق قرارات ضرورية لتنزيل مشروع الدولة الإجتماعية كما يطمح لها الجميع .
وأخيرا نود أن نقول إنه واهم كل الوهم من يعتقد أن هذه الحكومة عازمة حقا لكي تخدم الجانب الاجتماعي من وجهة اجتماعية بل انها مستعدة للسير على حبل اصلاحاته بطرق سياسية وبهلوانية ولذا فقدت بدأت تتلكأ من لحظة انطلاقها و تتوعد منذ أول خطوة في بدايتها كي تهم بالدخول في مغامرات اصلاحية مهما كلفتها من خسائر ملطخة لصورتها .
لقد اجتهد أخنوش و عبداللطيف وهبي أثناء ظهورهما وهما يحملان سرواليهما بتناغم و انسجام و من تك ذهب وهبي ليملأ الدنيا و يشغل الناس بهرطقاته الكثيرة خارج السرب ، بينما هب أخنوش إلى النوم.
ليعذرنا الشاعر حافظ ابراهيم ، و نحن نتلذذ بخير أعضاء الحكومة في التصرف قليلا في بيته الشعري : “نامو ولاتستيقظوا فقد فزتم و أنتم نوام “.

برلمانكم/مغرب تايمز
تعليقات