الموجة الجديدة من كوفيد .. الاستعداد المطلوب
حكيم بلمداحي.
الأخبار المتواترة حول فيروس كوفيد 19 مقلقة جدا.. موجة جديدة تضرب أوروبا، ومتحور جديد ينتشر في جنوب إفريقيا ويبدأ في التسرب إلى بقية العالم.. منظمة الصحة العالمية تحذر، وعدة بلدان بدأت في تشديد إجراءات دخول أراضيها، وأخرى بدأت في إجراءات الإغلاق الذي قد يكون شاملا إذا ما تطورت الأمور..
المتحور الجديد المكتشف بجنوب إفريقيا ما يزال غامضا وإن تحدثت تقارير عن كونه أكثر عدوى وانتشارا بمعدلات قياسية.
المملكة المغربية بدأت مبكرا في اتخاذ إجراءات التشديد على حدودها خصوصا مع البلدان التي تعرف تمكنا من الموجة الجديدة كفرنسا وهولندا وبلدان من جنوب القارة الإفريقية.
إنه سيناريو بداية سنة 2020 يتكرر ونتمنى أن تكون التجربة قد وضحت طريقة التعامل مع المخيف القادم. المختصون الصحيون والخبراء يقولون إن وصول الموجة الجديدة من الفيروس إلى بلادنا هي مسألة وقت لا غير. والواقع الصحي الحالي في العالم يقول إنه لا سبيل آخر لمواجهة الفيروس اللعين سوى بأخذ اللقاح حسب البروتوكول المعمول به واتباع تعليمات السلطات الصحية. الأمر إذن لا يقبل ترك الأمور كما تيسر لها واستسهال الخطر القادم.
لقد أظهرت المملكة المغربية سلوكا جماعيا في بداية الجائحة سنة 2020 وتضافرت الجهود بشكل جنب المغرب حدوث ما كنا نشاهده في وسائل الإعلام والتواصل مما حدث في عدة بلدان هاجمها الفيروس بشراسة وأنهك أطقمها الطبية والصحية. المملكة اتخذت إجراءات ووفرت عدة شروط جعلت الأمور تمر بشكل أقل ضررا. طبعا كان هناك مرضى وحدثت وفيات لكن على العموم كانت النتيجة أقل ضررا مما كان من الممكن أن يحدث..
المملكة أيضا تمكنت من أن توفر اللقاح بشكل مقبول أمام شراسة التنافس الدولي، بل الصراع الدولي حول الحصول على الجرعات. والآن المملكة المغربية تتوفر على كميات من اللقاح كافية لتلقيح كافة مواطنيها المفترضين للاستفادة. غير أن هناك بعض الناس يمتنعون عن التلقيح إما خوفا على سلامتهم الصحية مع انتشار الإشاعات، أو من أصحاب نظرية المؤامرة المنتشرين في كل بقاع العالم..
وعلى الرغم من المجهودات التي بذلت في السابق إلا أن المرحلة تتطلب تعبئة حقيقية لمواجهة ما قد يأتي مع الموجة الجديدة. الأمر يتطلب استفادة الحكومة من الأخطاء السابقة خصوصا على مستوى التواصل. هناك حاجة للتواصل مع المواطنين بشكل يدفع الناس إلى الانخراط في ما قد تفرضه المرحلة من إجراءات. كما هناك حاجة للتواصل مع المواطنين لشرح كل الملابسات المحيطة بالمرض وكذا مواجهة ما يصلهم من معلومات خاطئة من عدة جهات.
إلى جانب ما هو مطلوب من الحكومة، هناك مسؤولية كبيرة على عاتق المواطنين تتلخص أولا في اتباع التعليمات الصحية من أخذ التلقيح والتزام بالإجراءات الوقائية من نظافة وكمامة ومسافة الأمان وتجنب كل ما يمكنه الزيادة في نشر الفيروس..
إلى جانب كل هذا هناك حاجة إلى الاستعداد للقادم. فإذا ما كان هناك تهديد فلا مفر من اتخاذ إجراءات صارمة يجب على الجميع الانضباط لها، لكن أيضا يجب على الحكومة والمجتمع التهييء لها.. والتهييء هنا يحتمل توفير ميزانية للتخفيف مما قد يتطلبه الأمر من إغلاق لا قدر الله، وأيضا لإنعاش القطاعات التي ستتضرر..
وبين كل هذا وذاك على الموطنين أن يعوا بأن التلقيح أحسن وقاية متوفرة لحد الآن وأن النظافة والتباعد والكمامة حماية للجميع..
تعليقات