أحمد لحليمي غادر ال80 ويطل على ال90 فلا تيأسوا يا أصحاب ال30.!
بقلم الصحافي مصطفى الفن
من هو أحمد الحليمي الذي يرأس حاليا المندوبية السامية للتخطيط؟
إنه واحد من قادة وكبار الاتحاديين، الذي لعب دورا مركزيا في هندسة حكومة التناوب مع الراحل عبد الرحمن اليوسفي رحمه الله..
لكن أحمد لحليمي قطع مبكرا صلته بالاتحاد وبالاتحاديين وبالفكرة الاتحادية أيضا وتحول إلى مجرد رقم أو لا شيء في خدمة “دار المخزن”.
ويعيب الكثير من الاتحاديين على أحمد الحليمي كيف أن مناضلا كبيرا ضحى بكل شيء من أجل منصب صغير يمكن أن يتقلده أي شخص آخر بتكوين تكنوقراطي..
وظني أن المطلوب من رجل سياسي “مسيس” جيدا مثل أحمد الحليمي هو أن يواصل مشواره السياسي كمنتج للأفكار التي تنفع الوطن والناس..
بل كان المطلوب أيضا من سياسي كأحمد لحليمي هو أن يلعب دورا سياسيا في الكثير من المراحل الصعبة التي اجتازتها البلاد ومعها حزب الاتحاد أيضا..
أكثر من هذا، لم يفهم الكثير من الاتحاديين لغز هذا “القلبة” التي أدار فيها أحمد لحليمي الظهر للماضي والحاضر والمستقبل وتفرغ لما هو أدنى.
وهذا الأدنى لم يخرج عن مجرد امتيازات من “وسخ الدنيا” استفادت منها الذات الأمارة بالسوء وبضع ترقيات للأبناء المدللين في مؤسسات الدولة..
لكن كم لبث أحمد الحليمي في كهف المندوبية السامية للتخطيط؟
إذا لم تخني الذاكرة فالرجل لبث “قرنا” أو “بعض قرن” كما لو أن هذه المؤسسة السيادية “مأذونية نقل” محفظة ومسجلة باسمه.
أو دعوني أقول في وعاء لغوي آخر إن السيد لحليمي تقلد هذا المنصب في بداية العهد الجديد..
وتقادم العهد الجديد وما عاد جديدا..
لكن السيد لحليمي ظل يتحدى الزمان والمكان وكل عوامل التعرية مثل “نبتة صبار”.
بل إن الرجل ظل يجدد جلده ويخلف نفسه سنة بعد أخرى إلى أن غادر ال80 وأصبح يطل على ال90 سنة مما تعدون..
أتحدث هنا بالطبع إلى أصحاب ال30 لأقول لهم:
لا تيأسوا من روح الله..
وإليك أتحدث أيضا “يا وزيرنا في التعليم ويا شكيب ويا بنموسى ويا الجيلالي..”..
والشكر موصول هنا للفنان عطير الذي ذكرني بهذا المقطع من أغنية شعبية تصلح أن تكون عنوان المرحلة بصوت ولد الحوات تحديدا مع هذا القرار المشؤوم للسيد بنموسى.
والقرار المقصود هو اشتراط 30 سنة لاجتياز مباريات الولوج الى الوظيفة بقطاع التعليم.
أغلق هذا القوس ثم أعود سريعا الى الأهم..
والأهم هو أن أحمد لحليمي، الذي عمر طويلا على رأس هذه المؤسسة، هو اليوم جد متعب ويتحرك بصعوبة وما عاد قادرا على حمل أي شيء..
بل ما عاد قادرا حتى على حمل كأسه المفضل إلى حنجرته الذهبية..
أحمد لحليمي سار على هذه السيرة كل هذا العمر المؤسساتي رغم أن الرجل “غير راض” و”غاضب” حاليا من الدولة ومن مؤسساتها فقط لأنها لم تعد تستشيره مثلما كانت تفعل من قبل.
وأكتفي بهذا القدر ولا أزيد..
تعليقات