فرنسا تدعو الجزائر لإحترام سيادتها بعد تصريحات للسفير الجزائري في باريس

دعت باريس هذا اليوم، الجزائر إلى “احترام” السيادة الفرنسية، وذلك بعدما حرص السفير الجزائري جاليته في فرنسا على “تشكيل رافعة” للتدخل في “الحياة السياسية الفرنسية”.
وأتى في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن “وزير أوروبا والشؤون الخارجية جد الأسبوع الماضي التأكيد على تمسك فرنسا باحترام السيادة الجزائرية. من البديهي أننا نتوقع من كل شركائنا أن يحترموا سيادتنا”.
هذا، وكان قد حت يوم الخميس المنصرم، سفير الجزائر لدى باريس محمد عنتر داوود الجالية الجزائرية في فرنسا على الاستثمار في الجزائر وليس فقط في فرنسا.
وخلال منتدى إحياء ذكرى مجازر 1961، قال السفير “من غير المقبول ألا تتمكن الجزائر التي تتوفر على أكبر جالية أجنبية بفرنسا و18 قنصلية، الأخذ بزمام الأمور من أجل التدخل ليس في السياسة الجزائرية فحسب بل أيضا على مستوى السياسة الفرنسية”.
وتأتي هذه المواقف في خضم التوتر بين فرنسا والجزائر، بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها العام 1962 على “ريع للذاكرة” كرسه “النظام السياسي-العسكري”، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.
وتحدث ماكرون، حسب صحيفة لوموند، عن “تاريخ رسمي أعيدت كتابته بالكامل… ولا يستند إلى حقائق” بل إلى “خطاب يقوم على كراهية فرنسا”، ووصف تبون بأنه “محاصر في نظام صعب للغاية”.
ولازال طيف حرب الجزائر التي خاضتها الدولة الفرنسية بين عامي 1954 و1962 في مواجهة “جبهة التحرير الوطني الجزائرية” يخيم على العلاقات بين البلدين.
مع اقتراب موعد الذكرى السنوية لعدد من المحطات الهامة على غرار توقيع اتفاقيات إيفيان في 18 مارس 1962، ضاعف ماكرون من مبادراته في إطار مسار غير مسبوق لفرنسا يرمي إلى تهدئة ذاكرة هذا النزاع الذي لا تزال تداعياته تلاحق الملايين.
كما ندد ماكرون بـ”جرائم لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية”، عقب إقامة مراسم رسمية إحياء للذكرى الستين لقتل متظاهرين جزائريين في 17 أكتوبر 1961 في باريس.
تعليقات