خلق شركات تنمية المدن للتملص من المحاسبة

تسببت الأمطار التي تهاطلت أمس على مدينة الدار البيضاء في شل حركة السير بشكل تام في بعض المقاطع الطرقية ما أدى إلى غرق بعض السيارات وتحويل أحياء المدينة إلى برك مائية، ناهيك عن توقف حركة سير الترامواي في بعض الخطوط ، حيث أصبحت قنوات صرف المياه غير قادرة على إستيعاب كمية المياه المتهاطلة وصارت تطرحها خارج قنوات الصرف مما زاد من تفاقم وتأزم الوضع والذي نتج عنه خسائر مادية.
هذا النمودج ” الكازاوي “أماط اللثام عن فشل المسؤولين و عرى الوجه القبيح للفساد و في ذات الوقت أحال المواطنين للبحث وراء أسباب هذا الفيضان الذي كاد أن يؤدي بحياة الكثيرين ، ليجدوا أن شركات التنمية المحلية والجماعة بقيادة البيجيدي ، و التي تعتبر هي الأخرى شريكا مساهمة ب 25 في المئة من الرأسمال هما المسؤولتين عن هذا العبث .
غير بعيد عن البيضاء في أيام سابقة عانت طنجة هي الأخرى من سوء تدبير شركة التنمية المحلية طنجة والتي أحدثت بالأساس لمعالجة إشكالية التمويل بسبب الأزمة المالية التي تعرفها جماعة طنجة بفعل الاقتطاعات التي قاربت 80 مليار سنتيم في ظرف 3 سنوات، بالإضافة إلى معالجة مشكلة الموارد البشرية، إلا أنها فشلت في ذلك .
أكادير هي الأخرى خاضت تجربة إعطاء تدبير المدينة لشركة “أكادير سوس ماسة تهيئة ” و عهد برئاسة مجلسها الإداري إلى والي الجهة رغم أن الولاية لم تساهم سوى بسهم واحد في هذه الشركة التي أقدمت مديرها العام من الرباط و عينته في ظروف “غامضة “و قد تجسد اتخاذ الشركة لقرارات بعيدا عن المجلس الجماعي في تغيير الهوية البصرية للمدينة و التي أثارات غضبا واسعا وسط الفاعلين المدنيين ، زيادة على ذلك خصص المجلس الجماعي في إطار عملية تحويلات التجهيز من فصل إلى فصل دفعات لشركة التنمية مبلغا ضخما وصل إلى 108.000.000.00درهم ، كما صادق ذات المجلس على هبة قدرها 4 ملايين و 500 درهم من شركة دار السعادة و التي حولت في الحين لشركة سوس ماسة تهيئة .
و في سياق متصل ، صادقت الجماعة على اتفاقية خصوصية تتعلق بتهيئ ة المنطقة السياحية بالمدينة حيث وفرت اعتمادات مالية وصلت إلى 460 مليون درهم و أسندت مهمة الإنجاز للشركة التي خصص لها مبغ 87 مليون درهم على مدى 5 سنوات .
أما قطاع التعليم فرصد له 79 مليون درهم حيث كلفت الشركة بإنجاز 8 مؤسسات و خصص للشركة 365 مليون درهم للنهوض بقطاع الثقافة و الشباب و الرياضة .
تجربة توكيل شركات التنمية لتدبير بعض المدن، هي محاولة لوأد ديمقراطية القرب، والثقافة الانتخابية التي أساسها المسؤولية وربطها بالمحاسبة و الهدف من كل ذلك تجريد المجالس المنتخبة من مهامها
تعليقات