آخر الأخبار

الحسن إدكروم يكتب.. هل كان في امكان المغرب احراز الاختراق التاريخي الذي انجزه على مستوى اعتراف امريكا بمغربية الصحراء … (الجزء الثاني)

هل كان في امكان المغرب احراز الاختراق التاريخي الذي انجزه على مستوى اعتراف امريكا بمغربية الصحراء دون ربط ذلك بتحقيق التطبيع مع دولة إسرائيل؟


https://maghrebtimes.ma/2021/01/05/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a5%d8%af%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%85-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%84-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba/

“تتمة”

ثانيا : المغرب اهم مدخل ومنصة عالمية نحو افريقيا .

 اذ بشكل مواز للمسار الذي كانت تتطور فيه تفاعلات قضية الصحراء المغربية دوليا وإقليميا …كان  هناك مسارا اخر يتمثل في احتدام الصراع والتناقض ،بين الولايات المتحدة بقيادة ترامب ،والصين الشعبية ،في اطار استنفاد النظام العالمي  ذو القطب الواحد لدوره وبروز شروط ظهور نظام عالمي مغاير.

وقد ارتبط هذا التطور بمتغيرات عدة على مستوى الشرق الاوسط حيث ادت الى شبه انهيار لدول عربية كانت لها مكانة مهمة في الصراع العربي /الاسرائيلي كالعراق وسوريا … وتحولت ايران رغم الحصار عليها الى قوة اقليمية وازنة ومؤثرة على مواقع الدول العربية الاخرى خصوصا دول الخليج …

 وتطور موقع وسلوك تركيا …في المنطقة هذه العوامل وغيرها ولعلاقتها بصراع المواقع العالمي ،و طبيعة شخصية ترامب…وتحول موقع اسرائيل كل هذا ادى بترامب  ومن ورائه اللوبي الصهيوني …الى طرح  صفقة ألقرن  التي تعبر في العمق عن موقف اليمين المتطرف داخل اسرائيل بقيادة نتانياهو ، ومضمونها تصفية القضية الفلسطينية ،كقضية شعب دو حقوق ثابتة في عودته الى اراضيه واقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية ،وعلى قدم المساواة في الحقوق مع دولة اسرائيل .

   في هذا الواقع القيادة الفلسطينية  في اقوى لحظاتضعفها وتشتتها وتناقضاتها ،وبالنسبة لجامعة الدول العربية فالجميع اصبح ينتظر ان تعلن عن وفاتها رسميا،والدول العربية والخليجية الغنية طبعت مع اسرائيل  او في طريقها الى ذلك.

ثالثا : اعتبار التطبيع تموقع سياسي جديد لدعم اقرار حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

        

أ – ان يجعل الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي الاساسي والمستفيد الاول للمغرب ،في اطار صراع النفود مع الصين وروسيا ودول اوربية (فرنسا /اسبانيا) كمنصة لاختراق القارة الافريقية من افضل موقع جيواستراتجي– ثقافي الذي يمثله المغرب .
ب – ويضمن دعم الولايات المتحدة للمغرب على مستوى ضمان سيادته على اقاليمه الجنوبية في الصحراء .


ج – وفي مقابل ذلك يقبل المغرب التطبيع مع اسرائيل .


في ظروف الضعف الكبير للمغرب الذي اشرنا اليها والذي لم تكن توحي به اطلاقا العديد من المظاهر…ماذا لو افترضنا ان المغرب رفض التفاوض حسب السياق المشار اليه بالنسبة للموقف الامريكي ؟ كيف كان سيكون رد ترامب في قضية الكركرات ؟ وبالتالي فرنسا ؟ وإسبانيا وغيرها من الدول …؟


وأهم من ذلك دول عربية لها دور مهم في المنطقة كالسعودية والإمارات التي لعبت دور الشريك المهم في صياغة “صفقة القرن” ومثلت الراعية الاساسية للتطبيع العربي بل وانخرط بعضها فيه كما لها مصالح مهمة وتأثير كبير على اختيارات وسياسات دولة موريتانيا بل لها استراتيجية متكاملة في افريقيا، بل وأي دور ستلعبه الامارات على مستوى تأجيج الصراع وهي التي لها استثمارات ضخمة في الجزائر؟ .


اذن المغرب في قضية دفاعه عن وحدته الترابية وضمن السياق المحيط بواقعة الكركرات … كان سيواجه عدة قوى: امريكا – فرنسا – اسبانيا … دول الخليج الوازنة …مصر … الى جانب عدوه اللدود الطغمة العسكرية الجزائرية الحاكمة، مدعومة بتركيا لغاية مصلحتها، في ليبيا الى جانب التمدد في دول الساحل التي لها بها تواجد ونفوذ اقتصادي وعسكري وسياسي…
تلك بإيجاز مجموعة العوامل والظروف التي تفترض ان المفاوض المغربي اخذها بعين الاعتبار لكي يعمل على انتزاع ما يمكن انتزاعه من مصالح لتعميق قوة بلده وشعبه ،دون ان تمس بثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني ومقدسات الامة .


وبالفعل فقد جاءت البلاغات الملكية المتتالية لتعبر عن حساسية فائقة للأخذ بناصية توازن صعب ،بل اقرب الى الاستحالة ،وهو أمر جيد جداً… فهو يجعل المجال مفتوحاً للفعل السياسي اليومي للدفاع عن الحقوق الفلسطينية وعن حرمة الاماكن المقدسة جميعها…


وترسخ ذلك في مجموعة من البروتوكولات المتعلقة باتفاق التطبيع باعتبار انها تضع مسافة احترام من الواجب حرص الاطراف الاخرى على تقديرها ضداً على اي تماهي يوحي بالميوعة والهوان…على غرار ما وقع في سياقات مشابهة…


في هذا الصدد ، فلا يجب أن ننظر بلامبالاة لموقف المغرب من “صفقة ألقرن ،فرغم الطابع الدبلوماسي الذي حكم صياغة الموقف الرسمي ،الا انه تميز بالتركيز على حقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته وعاصمتها القدس …وهو ما يتناقض مع اعتراف ترامب الى جانب خمسة دول بالقدس عاصمة لإسرائيل …ومحاولة حرمان الفلسطينيين منها ضمن خطة “صفقة القرن ” الى جانب المشاريع التصفوية الاخرى للقضية الفلسطينية (حق العودة – المستوطنات – سلطة بدون سلاح /جنود…) .


ولقد اعاد المغرب التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني ضمن عملية اتفاق التطبيع وذلك ما سيظل يعطيه الحق في التدخل باستمرار لدعم مطالب الشعب الفلسطيني ،ورفض سياسات اليمين الاسرائيلي المتطرف ،ومحاولة استقطاب الاجنحة والتيارات الاخرى لمصلحة دعم الشعب الفلسطيني …


وفي امكان مختلف القوى والتيارات المتنوعة داخل الشعب المغربي ،التعبير عن رأيها وموقفها واقتراحاتها للمسؤولين المغاربة ،بل وانتقاد الآراء المسايرة للرأي الاسرائيلي المتطرف بحكم المصالح …اد اننا لا نتوهم ان التيارات التي تتقاطع حول قرارات الدولة حول مختلف القضايا فيها اجماع ،بل هناك تضارب في المصالح وكذا المواقف وعلى قوى الشعب ان تظل متيقظة ومتنبهة لردع اصحاب التماهي مع المصالح العنصرية الاقتصادية داخل اسرائيل …على اساس ان يتم ذلك ضمن وحدة الموقف الاستراتيجي الذي اصبح يقع ضمن اطار سياسة التطبيع …

يتبع…..

المقال التالي