الحسين بويعقوبي : إعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء هو نوع من رد الجميل

رافق اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء جدلا كبيرا و نقاشا واسعا، شارك فيه مختلف مكونات المجتمع، حيث عبرت الأغلبية عن تثمينها للقرار الذي وصفوه بالمناسب ، في حين أن هناك أقلية عارضت الأمر.


و في هذا الصدد تواصل “مغرب تايمز” مع الحسين بويعقوبي أستاذ بجامعة ابن زهر

فيما يخص استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية من وجهة نظرك كناشط أمازيغي ؟

أعتقد أن طبيعة الدبلوماسية المغربية واستراتيجتها على مستوى العلاقات الدولية والمبنية أساسا على التعقل وعدم التسرع والحفاظ على حبل الود مع كل الأطراف بما في ذلك الأكثر عداوة لمصالحه جعل النتائج وإن تأخرت شيئا ما تكون في صالح المغرب.

وعلى هذا المستوى يمكن الحديث عن الأسلوب المغربي في الدبلوماسية، ففي الوقت الذي يتشبث فيه بمناصرة القضية الفلسطينية والدفاع عنها استناذا على المواثيق الدولية والقرارات الأممية، وكذا عن طريق المباذرات الإنسانية اتجاه الشعب الفلسطيني، حافظ على علاقاته مع اليهود الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية، والذين لا يتوانون في التعبير عن حبهم للمغرب ويواظبون على زيارة قبور أجدادهم ويعقدون لقاءاتهم الدينية في عدد من المدن المغربية، كما يتشبث عدد منهم بالعناصر الثقافية المغربية، أمازيغية كانت أو عربية.

وضمن هؤلاء وزراء وقادة سياسيين في دولة إسرائيل، يلعبون دورا مهما في تقريب وجهات النظر. وحتى حين يتم الإعلان، في سياق معين، عن قطع العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين المغرب وإسرائيل.

فالعلاقات الإنسانية مستمرة والزيارات متبادلة والدبلوماسية الثقافية تلعب أيضا دورها، وأعتقد أن لهذا البعد دورا مهما في القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعترف فيه بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية ودعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل هذا النزاع.

ما هو رأيكم في إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء؟

في هذا الإعتراف نوع من رد الجميل للمغرب الذي كان أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية منذ أواخر القرن الثامن عشر. كما أن تعامل المغرب الأخير مع أحداث الكركرات عزز من اقتناع أمريكا بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب في شمال إفريقيا والساحل، وهو دور يستحق كل الدعم لأن كل تهاون سيحول المنطقة ككل لبؤرة توثر يصعب التحكم في نتائجها المستقبلية. وفي سياق هذا الإعتراف تقررت عودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين المغرب وإسرائيل والتي ساندها الفسطينيون أنفسهم لما ستلعبه من دور إيجابي في تحقيق السلام بالشرق الأوسط بتحقيق حلم الفلسطينيين في إنشاء دولتهم. نحن هنا نتحدث على مستوى العلاقات الدولية والدبلوماسية التي يسعى فيها المغرب للحفاظ على مصالحه، وهو أمر طبيعي في جميع الدبلوماسيات، مع ضمان دوره فاعلا محوريا لتحقيق السلام بالشرق الأوسط.

قياديين بحزب العدالة و التنمية وصفوا مايقع بالتطبيع مشددين على عدم موافقتهم على الأمر كيف ذلك ؟

من جهة الأفراد وحتى بعض التيارات السياسية فقد يكون لهم رأي مخالف لكنهم يوجدون في موقع مريح لا يتجاوز مستوى التعبير عن الرأي، الذي يجب أن يحترم، ولا تلزم آراؤهم الدولة التي لها حساباتها الخاصة.