“رواء”.. من فكرة إلى مشاريع تروي ظمأ قرى معزولة

“رواء” مشروع يرمي إلى استفادة أهالي الدواوير المعزولة بالمملكة من “إكسيرالحياة” و فكرته وليدة روح المواطنة والإحساس بالغير من طرف شباب خبروا سنوات من العمل الإغاثي والتنموي في المناطق النائية.


“مغرب تايمز” أجرى حوارا مع المدير التنفيذي للمشروع بهاء الدين المرابطي.


ما هي دوافع تأسيس مشروع “رواء” ؟


بحكم تجربتي السابقة وعملي المباشر رفقة أهالي الدواوير المعزولة لمست عن قرب معاناتهم مع انعدام “الماء” بمحيطهم وما له من انعكاسات سلبية على حياتهم اليومية من جميع النواحي، لذلك ارتأينا كشباب تأسيس مشروع خاص لتوفير المياه الصالحة للشرب في القرى المغربية الذي ترجم إلى “رواء”،عبارة عن تطبيق يوفر منصة للمتبرعين من أجل اختيار المشاريع التي يودون العمل عليها، وللمستفيدين من أجل التسجيل بغية مساعدة أكبرعدد ممكن من القرى المحرومة من “سر الحياة”.


تاريخ الانطلاقة والمشاريع التي نفذتموها على أرض الواقع؟


الفكرة انطلقت منذ فترة الحجر الصحي أي شهر مارس رفقة السيد جلال اعويطا )مؤسس الفكرة( على شكل تطبيق لتبدأ بعدها بالتطور، ومررنا إلى إجراء دراسات ميدانية بمجموعة من الجهات بالمغرب إلى غاية شهر شتنبر حين باشرنا حفر الآبار ونفذنا في المجمل قرابة 14 بئرا تم حفره وتجهيزه وإمداده بلوحات الطاقة المتجددة الشمسية أوالريحية وإيصال المياه إلى بيوت المستفيدين.


ماذا عن تفاصيل إنشاء أكبر مشروع مائي بإقليم تارودانت ؟


بادئ الأمركان عبارة عن مشروع لحفر بئر بدوار” أكاديرتيكيون” بإقليم تارودانت لكن وبعد محاولات متكررة لم نعثرعلى الماء ما يعني أن الماء لا يزال موجودا على عمق أكثر مما كنا نتصور، لم نيأس وقدّر أنه بدل استفادة دوار واحد فسيتم إنشاء مشروع مائي هو الأكبر بالمنطقة سيمكّن 12 قرية من الاستفادة من الماء الصالح للشرب، سينطلق في القريب العاجل.


كيف يتم إختيار المستفيدين؟


يتم بدقة وبعد بحث معمّق وزيارات ميدانية بغية إختيار الدواوير المستفيدة ، نستقبل الطلبات عبر استمارات نضعها رهن إشارة العموم، أو طلبات من نتوصل بها من جمعيات محلية نثق فيها لننتقل بعدها إلى عين المكان لرصد وجمع المعطيات، عن جغرافيا المكان وعدد المستفيدين لنمر إلى مرحلة التنقيب عن الماء بالطرق التقليدية أو العصرية.


ماذا عن ردة فعل الأهالي التي تستفيد من المشروع؟


بالرغم من تجربتي في المجال التطوعي لمدة تزيد عن 6 سنوات لم أشعر يوما في حياتي بذلك الإحساس حين رؤيتي لفرحة أهالي تلك الدواوير المعزولة، حينما ينبع الماء من باطن الأرض، أناس في قمة الحاجة إلى أمر قد يبدو لنا عاديا لكنه بالنسبة إليهم يعني “الحياة”، هم في أمس الحاجة إلى أبسط المساعدات من قوافل طبية ومشاريع تمكنّهم من العيش الكريم .


هل يمكنكم أن تتشاركون معنا القصص الإنسانية التي عشتموها خلال هاته التجربة؟


مرة إظطررت إلى قطع أزيد من 10 كلم مشيا على الأقدام لبلوغ نهر هو المصدرالوحيد لأحد الدواوير من أجل التزود بالماء، أحسست بقمة العياء حتى أن قدميّ لم تعد تقوى على حملي، إنتابني القلق والإحباط ، تذكرت حينها كيف للشيوخ والأطفال والنساء الحوامل والذين يعانون من أمراض مزمنة أن يتعايشوا مع هذا الوضع، كلها مواقف إنسانية وأحاسيس جيّاشة لن يعرف قدرها إلا من خبرها عن قرب.


وعن حالة امرأة فقدت أحد عينيها حين كانت تحاول التزود بالماء الشروب بسبب غصن شجرة أركان وغياب الخدمات الطبية بالمنطقة، الأمر الذي كلّفها حاسة البصر بسبب بعض الليترات من الماء.

“رواء” واحد من المشاريع التنموية والإغاثية التي تبدو بسيطة في مقصدها لكنها تعد” حياة” في جوهرها، وقد توطدت العلاقة أكثر بين بهاد الدين وجلال وغيرهما من الشباب مع القرويين بفضل هذا المشروع الذي ساهم في حل أهم مشكلة تعانيها القرى المغربية والمرتبطة بالماء.