“الهجرة السرية” .. تجار البشر يغيّرون الوجهة نحو الجنوب المغربي

تعتبر”الهجرة السرية” آفة مستمرة و متجددة، ضحاياها شباب وشابات في مقتبل العمر بل و تم تجاوز ذلك ل “هجرات عائلية” تختبر رحلات الرعب وترمي بمصيرها بين سواد أمواج المحيط مستعينين بـ “زودياك” مقابل مبالغ مالية .

أرقام ترتفع لضحايا مغاربة يؤدون ثمن رغبتهم في غد أفضل بعد أن بلغ بهم السيل الزبى ويأسوا من البحث عن عيش كريم أو فرصة عمل تضمن لهم أبسط حقوقهم ، لا سيما و أن تلك الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمن “نجحوا” في بلوغ الضفة الأخرى وهم يبرهنون بالواقع الملموس تطور البنى التحتية و حسن الخدمات الطبية والحقوق المكفولة للمواطنين من لدن الحكومة الإسبانية، ما يدفع هؤلاء الحالمين إلى المخاطرة بأرواحهم في سبيل مستقبل مشرق في بلاد المهجر.

هذه العوامل التي تجعل المغرب يشهد موجة لافتة وغير مسبوقة من الهجرة غير النظامية، عبر محاولات المهاجرين المتكررة للوصول إلى جزر الكناري “الفردوس الأوروبي”.

شهدت مؤخرا مجموعة من مدن الجنوب سيدي إفني، طانطان، أكادير إجهاض محاولات للهجرة السرية، وفي هذا الصدد قال عمر الأنصاري إعلامي و رئيس النادي الإقليمي للصحافة ببوجدور في تصريح ل”مغرب تايمز” أن ظاهرة الهجرة السرية من الأقاليم الجنوبية شهدت ارتفاعا في الآونة الأخيرة، وذلك راجع لأسباب عديدة أهمها غلق الحدود المغربية بجهة الشمال، وتفكيك مجموعة من المخيمات القائمة بالغابات أو المدن الكبرى مما دفع المرشحين للهجرة السرية إلى البحث عن نقط عبور أخرى في نظرهم أقل رقابة مثل أقاليم الصحراء المغربية بالتوازي مع انتشار من يمتهنون “السمسرة والمتاجرة بالبشر”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “خفر السواحل المغربية والسلطات العمومية فطنوا لخطط تجار البشر الذين أصبحوا يتّخذون الأقاليم الجنوبية مركزا لأنشطتهم الغير القانونية بعد إغلاق الحدود المغربية مع سبتة ومليلية وتفكيك مخيمات المهاجرين بأكبر المدن المغربية، وانخرطوا بجدية في تفكيك وإجهاض عمليات للهجرة السرية”.

المغرب الذي يدفع الثمن الباهظ مقابل استفحال هذه الظاهرة التي تودي بحياة الكثير من المغاربة والمهاجرين من دول جنوب الصحراء ليجد نفسه أمام معادلة صعبة عن كيفية تحقيق الانسجام بين مرافعاته بتوفير وكفالة حقوق المهاجرين المغاربة في الدول الأوروبية، وعن الحفاظ على حُسن وجودة علاقاته مع باقي الدول الإفريقية التي ينحدر منها المهاجرين، في إطار سياسة المغرب الجديدة في إفريقيا.