عنبي :الصراع بين القانون والعادات يضيّع الحماية القانونية للأطفال

روج ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التراسل الفوري مقطع تسجيل لفيديو مروع لطفلة معنفة مناشدين السلطات التدخل سريعا لإنقاذها.


‏‏قساوة مشهد تعذيب الطفلة دفعت رواد تلك المواقع ، لتسليط الضوء على هذه الحالة التي وقعت بمدينة العرائش، ‏وقد تحركت المصالح الأمنية للبحث في الموضوع وتمكنت من تشخيص هوية المتورطة في هذا الإعتداء على إبنتها القاصر مع تحديد زمان ومكان ارتكاب هذه الجريمة والتي تعود وقائعها إلى ستة أشهر تقريبا .


وقال عبد الرحيم عنبي أستاذ باحث في علم الاجتماع من جامعة ابن زهر في تصريح ل”مغرب تايمز” أن هذا النمودج هومؤشر على استمرارية العنف ضد الطفولة داخل المؤسسة الأسرية ،هذا العنف يرجع إلى مشاكل قد تكون نفسية أو اجتماعية خاصة حينما يتعلق الأمر بالصراع بين الزوج والزوجة فالأبناء يدخلون في تلك الحسابات الضيقة.


وأضاف أن “الطريقة التي ظهرت بها الفتاة تستغيث هي تنّم أولا على أن هذا العنف ليس بجديد لأننا نلاحظ أن الطفلة تحاول بأن تتخلص وتقاوم ما يؤشر على أن هذه الطفلة تدربت على هذا العنف الممارس من طرف الأم وتدربت على نوع من المقاومة في استخدامها مجموعة من الآليات، كيف كانت تستغيث وتقاوم وتتلوى هذه الطفلة الصغيرة بين أرجل والدتها وتحمي وجهها تلك كلها أمور تبيّن أنها كانت تتعرض في أوقات سابقة للعنف وأنها طورت آليات لصد هذا العنف”واسترسل المتحدث بالتسائل عن “شكل الأطفال عند تعنيف أختهم وهم يشاهدون الحدث فكيف ستكون نشأة هؤلاء الذي هم في سن التقليد والتكوين مما ستكون له أثار وخيمة على نفسيتهم وشخصيتهم”.


و أوضح عنبي أن الصراع الموجود بين القانون والعادات والتقاليد يضيّع الحماية القانونية للأطفال، فهناك اعتقاد رائج بين العديد من المغاربة مازال راسخ ويفيد بأن التربية هي الضرب، وأن الضرب هو التقويم المناسب للأطفال، مما يجعل حق الطفل في حماية نفسه في مهب الريح”.


مؤكدا على وجوب الانتقال من النصوص التشريعية إلى التدخل قبل وقوع الحدث بمعنى أنه وجب في ظل ارتفاع نسب الإصابات بالأمراض النفسية ونسب التمدن والتفكك الأسري من طلاق وهجر وهروب للزوج، على الأخصائيين النفسيين أن تكون لهم سلطة التدخل الميداني لإجراء بحوث اجتماعية ونفسية حول الأباء و الأمهات الذين يعيشون في وضعية صعبة وهشاشة وإذا تبث أنهم يعانون من ميولات للسلوكات العنيفة، فعلى السلطات الأخذ بعين الاعتبار بتلك التقارير والأبحاث وأن تأخذ الأطفال من الأم أو الأب الذين لديهم نزوعات للعنف إلى مؤسسات لحماية الطفولة، لأن هؤلاء الأطفال سيكونون مواطنين غير مندمجين داخل مجتمعهم في حالة تركهم تحت وصاية هؤلاء الأولياء .

تجدر الإشارة أن حالة الطفلة المعنفة هي واحدة من بين الحالات التي يعيشها الأطفال بشكل يومي بيد أنهم لا يتجرؤون عن الإفصاح على مصدر التعذيب و الذي يكون في غالب الأحيان المحيط الذي يعيشون وسطه