نساء مغربيات يتجرعن مرارة العنف و يواصلن مسيرة الصمت

ألم و صمت ثم تعايش مع الواقع


هن نساء مكلومات ، مضطربات و مقموعات يعنفن بشكل شبه يومي و يكثمن الألم النفسي دواخلهن، هن ضحايا علم العنف على وجوههن و سكن الحزن أعماقهن ، هن نساء صمدن أمام جبروث رجل يخفي الكثير من الضعف وراء تصرف جبان، يغذي به أنانيته .


قصص مؤلمة عن عنف ممارس بين أربعة جدران و مفض إلى القتل في الكثير من الأحيان إلى درجة يستعصي على العقل البشري فهمها، و تصرفات ترصد عن قرب، الواقع المعاش من طرف شريحة مهمة من النساء المغربيات .


دلال ، مروضة طبية بحس جمعوي تروي معايشتها لنساء ينعتن أنفسهن بأبشع الصفات


تروي دلال فكري أنها عايشت و صادفت حالات كثيرة لنساء ضحايا العنف سواء في العمل أو خلال قوافل طبية تنضمها معية جمعيات المجتمع المدني ، و بنبرة مبحوحة و أعين دامعة و ووجه إطلع على العديد من القصص المؤلمة و بابتسامة تحتضن الجميع و تعطي الكثير من الأمل قالت دلال أكثر قصة “قاستني” وآلمتني كانت حالة سيدة خمسينية سألتها عن اسمها وأجابتني أنا “بهيمة” وهي متيقنة أنها “بهيمة”، تألمت جدا كيف لإنسان أن يتعايش مع هذه الصفة ،


أضافت عانقتها بشدة و الدموع تنهمر من عيني، أما الحالة الثانية فكانت لسيدة كان زوجها ببلاد المهجر بينما كان يتركها سجينة المنزل طيلة فترة غيابه ، و عند العودة رماها من سطح المنزل ، ما تسبب لها في كسور عديدة و تسبب لها في اضطراب نفسي جعلها تقدم على عدة محاولات للإنتحار “.


و استرسلت دلال بعد أخدها لنفس عميق “أنواع العنف التي تتعرض لها النساء المغربيات تختلف بين ما هو مادي و نفسي و اقتصادي” ، كما أن العنف لا يتلخص في الزوج بل يتعداه للعائلة و المحيط حيث أنني طلبت ذات يوم من امرأة لم يسبق لا الزواج بطاقتها الوطنية لملأ المعلومات قبل بدء العلاج ، لتجيبني : “لا أتوفر على البطاقة “خوتي ما بغاوش”.


التعنيف المأسوي في أرقام


وبلغت نسبة الحالات التي صدر فيها العنف عن الزوج 76.46 في المائة، وأقارب الزوج بنسبة 5.68 في المائة، والأهل (الأب، الأم، الأخ، الأقارب) بنسبة 5 في المائة، والطليق والجار بنسبة 3.52 في المائة، والصديق بنسبة 3 في المائة، والخطيب بنسبة 1.81 في المائة
وأظهرت نتائج الدراسات أن 31% من هؤلاء النساء كن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين كانت حوالي 51% منهن يعانين من مرض السكري من النوع الثاني، والأهم من ذلك هو أن حوالي 44% منهن يواجهن خطر الوفاة أكثر من غيرهن.


نساء تقبلن الواقع المر و فضلن التعايش معه و كتمان المأساة ، إلا أن الصمت يخونهن في بعض الأحيان و يفضفضن بأريحية راجيات أن يجدن من يطبطب عليهن بكلمة تداوي جراحا حفرتها سنين في النفس و الجسد .