الدكتور المهدي الشافعي يشرف على أول عملية لزراعة القولون بأكادير

الطبيب المهدي الشافعي أو كما تلقبه ساكنة مدينة “تيزنيت” بـ”طبيب الفقراء”، والذي أثار ملفه الجدل ولقي تضامنا واسعا من طرف الساكنة حيث استأثرت استقالته قبل سنتين باهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب واشتد الحديث عن إنسانيته وتقديمه للعلاج مجانا لفائدة العائلات المعوزة بالمدينة.


اليوم يسطع نجم “المهدي الشافعي” في سماء “الطب”، ويتبوأ “سبقا طبيا” بالمنطقة، بإجرائه لأول عملية من نوعها في الأقاليم الجنوبية ، وهي “زراعة القولون” لطفلة تبلغ سنتين والتي استغرقت قرابة خمس ساعات .


و قال الطبيب الشافعي في تصريح ل”مغرب تايمز” أن “العملية الجراحية تعنى بإعادة تقويم المستقيم (طرف من القولون)، و الشرج حيث أن هاته التشوهات الخلقية يعاني منها العديد من حديثي الولادة أغلبهم يتم توجيههم إلى المستشفيات الجامعية، بدعوى أن هاته العمليات لا يقوم بها إلا الأساتذة وأن تعقيدها يستوجب وجود طاقم مختص و أجهزة مختصة”، وتابع بالقول أن “الجراحة تخص تقويم و إعادة تثبيت الشرج بالمسلك شبه الطبيعي لتشوه يدعى ب “CLOACA”، يمكن أن يخص الذكور والإناث وهي حالات لتشوهات خلقية جد نادرة “.


و أوضح المختص في جراحة الأطفال أن “الحالة التي تم علاجها، هي لطفلة تبلغ من العمر 26 شهرا، خضعت لجراحة أولية تدعى “فغر القولون”، وذلك لتمكينها من صرف البراز خارج البطن حيث أنها لا تتوفر على مسلك طبيعي والاستكشاف الجراحي الأولي مكّن من إبراز ازدواجية للزائدة الدودية و قصر طول القولون وهي حالة جد نادرة”.


وعن مدى صعوبة هذه العملية أجاب المتحدث ذاته “الجراحة كانت مستعصية، لكن تم التمكن من إعادة تقويم المسالك الطبيعية، حيث تم فرز المثانة عن طرف القولون النهائي. هذا القولون المصطنع تم تنقيله بطريقة جد حذرة و الشرايين المحيطة به، ليتم فتحه عبر المسلك الشبه الطبيعي للشرج كما تمت إعادة تصميم المثانة أيضا”.


بلغة حملت الكثير من الفخر والسعادة في طياتها، عبّر الشافعي عن ردة فعل عائلة الطفلة بعد نجاح العملية بالقول “حمدا لله، فالوالدين لا يسعهم إلا النظر في تحسن حالة طفلتهم، جميل هو اتخاذ مثل هاته التحديات و تسهيل الاستفادة من تطور الطب و الجراحة بالأقاليم الجنوبية رغم ما يتداول، فالمنطقة زاخرة بأطباء و أطقم ذوي كفاءة عالية، تجارب و حنكة دون منازع”.


واختتم بالقول :”صحيح، دائما هناك نقائص لكن رفع التحدي ومحاولة خلق فرص لتفعيل ماهو بين الأيادي لتمكين الطرف المواطنين المغاربة الاستفادة من الخدمات الصحية الجلية”.