محكمة الأسرة بأكادير.. متاهة الراغبات في الطلاق والعاشقات للحرية

“ديرو الصف و كونوا بنادم “
بهذا الصوت القوي تستهل النساء بمحكمة “قضاء الأسرة بأكادير” يومهن قبل ولوج المحكمة لمثولهن أمام الهيئة، حيث تكون القضية في الغالب “طلاق” أو “نفقة “.

عيون دامعة و وجوه أنهكتها المشاكل اليومية ، وخوف من مستقبل مجهول المعالم، قد يكون انطلاقة جديدة لحياة أفضل أو العكس، هن نساء تسلحن بالكثير من القوة ليخفين ضعفهن الساكن بداخلهن لأن غالبيتهن لم يسبق لهن دخول ردهات المحاكم.

“مغرب تايمز”، قامت بجولة داخل المحكمة لتسليط الضوء على مشاكل نساء مع مسطرة الطلاق.
السور الخارجي للمحكمة، اسندن ظهورهن لقساوة الزمن قبل أن يقاطعهن نفس الصوت القوي قائلا : ” صحابات الطلاق إدوزو عل ليمين و صحاب النفقة على اليسار ” ، هذه الجملة لوحدها كفيلة بأن تجعل وجوههن تحمر خجلا محاولات الاختباء وراء كمامة وضعنها لغرض الإختباء أكثر من الوقاية .

شيماء …. ثورة شابة على مسطرة التبليغ

شيماء ذات الأربعة و عشرين سنة بشعر طويل،و قوام ممشوق و عينان تترقبان حضور زوج لم تتمكن من تبليغه لأنه لا يتوفر على عنوان معلوم للتبليغ رغم محاولاتها اليائسة ،لأنها هي من فضلت السهر على الاستدعاء و تحمل مصاريف عون قضائي يقوم بالمهمة بسرعة ودقة اكبر، وفي تصريحها لجريدتنا حول صعوبة مسطرة الطلاق قالت شيماء مبتسمة:” متأكدة من سماع نفس جملة الجلسة السابقة؛ يجب الإدلاء بعنوان جديد قصد التبليغ” .

وتابعت ذات المتحدثة ” رغم أني ارسل له كل مرة نسخة من الإستدعاء عبر تطبيق “واتساب ” إلا أنه لا يعتد قانونيا بهذا التبليغ”.

وتابعت شيماء ” هذه المرة سأسهر على تبليغه حتى لو كلفني الأمر أن اجوب المغرب بأكمله للبحث عن زوج رحل تاركا وراءه مسؤولية رضيعة تبحث عن من يسد جوعها”.

مسطرة التبليغ حماية رغم عسر

و في هذا الصدد تواصلت “مغرب تايمز” مع الأستاذ “مولين” محامي بهيئة أكادير حيث أكد على أن مسطرة التبليغ هي مسطرة حمائية لكل من الزوج و الزوجة لأنه ليس من المعقول إصدار حكم قضائي و تنفيذه على طرف لم يتوصل بدعوى للتبليغ لأن ذلك سيترتب عنه مشاكل قانونية لامتناهية ،
وأكد الأستاذ مولين ان المسطرة تعرف بعض العسر و صعوبات كثيرة ألا أن هناك دائما بديل ك “طلاق الغائب”مثلا أو التبليغ في العنوان المذكور في عقد الزواج .

و من جانبه علق أحد المساعدين الإجتماعيين بإحدى محاكم المملكة قائلا أن مئات النساء لا تجدن عنوانا من أجل التبليغ كما أن هن يتجنبن مسطرة طلاق الغائب باعتبارها مسطرة طويلة خصوصا و أن أغلب الحالات طلاق للشقاق من نساء هن من اتجهن للمحكمة و اخترن الطلاق كحل للمشاكل .

أمام القاعة المحكمة، وقفت إمرأة جميلة قادمة من الداخل تعتلي محياها ابتسامة عريضة ، و تقول لجميع اللواتي ينتظرن أمام القاعة “وأخيرا تفكيت ” مضيفة ” المراطون ديالي مع التبليغ غانعاودو لحفار قبري ، الله اخليها مسطرة” قبل أن يقاطعها ذلك الصوت القوي الذي كان أمام باب المحكمة هذه المرة ،فضل أن يدخل قرب باب قاعة الجلسات صارخا و ساخطا في الوقت ذاته “لي قضى غاراضو يهنينا، و خليو ميترو بناتكم راه كورونا هادي” لتعلق المرأة عن ما قاله بصوت بالكاد يسمع “حسن عوانكم مع هذا”.

ترسانة قوانين سطحية و مئات المواطنات تتجهن لمحكمة الأسرة بأكادير حاملات لملفات ذات بعد إنساني و طامعات في حل سريع و حاسم لكن سرعان ما يزداد الملف تعقيدا بالدخول مع باب المحكمة حيث تتهن وسط قانون كان من المفروض أن يكون منصفا