الإنتخابات الأمريكية بين الصراع الداخلي و المصالح المغربية

صوفيا العمالكي

خطفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية أنظار العالم لمتابعة الصراع حول البيت الابيض، إذ حولت عدسات الكاميرات لنقل المواجهة بين اكثر خصمين قوة سياسية :ترامب وبايدن، هذا الصراع الحامي وضع الأمريكيين ولأول مرة منذ عام 2000 بدون معرفة لرئيسهم.

جو بيدان وبكل ثقة يطمئن الأمريكيين قائلا ” ساكون رئيسا لكل الأمريكيين” خاصة بعد تحقيقه لفوزين كبيرين على خصمه ترامب في اهم ولايتين رئيسيين مما جعله قاب قوسين او ادنى من باب رئاسة البيت الأبيض.

في الجانب الاخر من المعركة التي تسودها أجواء التوثر والشغب توعد المرشح الجمهوري دونالذ ترامب باللجوء الى القضاء للطعن في نتائج الانتخابات.

حرب اشتد وطيسها، فيما يراقب العالم صناديق اقتراع قد تقلب الموازين الدولية على القضية الوطنية و منها قضية الصحراء المغربية، هنا نتسائل ماذا لو تشبت الرئيس المنتهية ولايته بكرسي البيت ، وما مدى تاثير ذلك على قضية الوطنية ؟ وما انعكاس فوز جوبايدن على الشأن الداخلي المغربي ؟

ترامب، البرغماتية السياسية لحل القضايا الدولية

بعد ولاية أولى أدار فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دواليب البيت الأبيض داخليا و خارجيا، شكل فوزه انطلاقة جديدة وتحررا اكثر في التعامل مع القضايا الدولية العالقة، ومنها قضية الصحراء المغربية، من المعروف على الزعيم الجمهوري اعتماده على اجندة براغماتية لحل النزاعات وذاك لاستعادة الدور الأمريكي في السياسة العالمية.

يرى العديد من المحللين السياسين بأن استمرار ترامب في كرسي الرئاسة الامريكية لولاية ثانية سيخذم مصلحة المغرب، وفي هذا السياق علق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في تصريح خص به المغرب تايمر ” المغرب يحظى باهتمام إستثنائي وسط الدول المؤثرة في القرار الدولي، أيا كانت التغييرات على مستوى الرئاسة الأمريكية “.

في سياق آخر، تبقى الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب قد قدمت لملف الصحراء المغربية ما لم يقدمه الرؤساء السابقين وذلك بصدور القرار رقم 2440 عن مجلس الأمن حول نزاع الصحراء المغربية. إضافة الى المسودة الأولى، التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أدانة بشكل واضح البوليساريو.

هذا وقد وجهة الإدارة الامريكية في وقت سابق ضربة غير متوقعة لجهة البوليساريو عند تبني القرار الدولي الرامي الى عدم التحرك او المساس بالوضع شرق الجدار العازل.

جو بايدين .. الفرصة الذهبية لعودة الإسلاميين

من المتوقع ان تشكل المرحلة الأولى من الحياة السياسية لجو بايدن داخل البيت الأبيض في حال فوزه ، مرحلة انغماس و بحث وتمعن في مشاكل الإدارة والشأن الداخلي وهو ما سيبعده عن الخوض في القضايا الدولية كملفات ذات أولوية.

فالمرشح الديمقراطي سيكرس مرحلته الأولى في الإهتمام بالقضايا الداخلية و السعي لتحقيق الوعود التي قطعها امام الأمريكيين .

وارتباطا بذات الموضوع قال المحلل السياسي يوسف الغريب لموقعنا” ارتباطا بالمغرب وخاصة ملف القضية الوطنية التي عادة ما يستحضر الحزب الديمقراطي الأمريكي موضوع حقوق الإنسان أثناء المحافل الدولية ذات الصلة بالموضوع أنه لا يعتقد أن الوضع سيتكرر مع وصول بايدن إلى الرئاسة لعدة عوامل وتطورات حصلت على مستويات متعددة جهويا وعالميا”.

و استرسل المتحدث ذاته ” أن الدبلوماسية المغربية في الأونة الأخيرة استطاعت أن تحقق انتصارات دبلوماسية باتساع رقعة الإعترافات بعدالة القضية الوطنية وخاصة وسط دول أمريكا اللاتينية. كما أن القرار الأممي الأخير أقر بشكل واضح ونهائي بالطرح المغربي كحل نهائي لنزاع الصحراء المغربية، كما أن جنوب إفريقيا الداعمة للاتصال امتنعت عن التصويت وهو موقف إيجابي سيتطور مع القادم من الأيام”.

في سياق آخر ترى العديد من وسائل الإعلام بأن بايدن قريب من قضايا المغرب ، الا أنه يتفادي في حملته النتخابية السقوط في الأخطاء التي وقعت فيما هيلاري كلينتون في حملتها السابقة .

فقد كشفت صحيفة “ميركوري نيوز” الأمريكية أن حملة جو بايدن للإنتخابات الرئاسية رفضت دعما ماليا من طرف جماعة ضغط تسمى “ثورد سيركل” وتمثل لوبي المغرب وقطر وأذربيدجان في أمريكا، ذاك ان حملة بايدن اعتمدت في استراتجيتها على قبول الدعم المالي من طرف مواطنين أمريكيين أو مقيمين دائمين بالبلاد.

أعين العالم على النتائج النهائية التي ستحسم خلال الساعات القليلة القادمة و سواء فاز ترامب أم بايدن فالمصالح الأمريكية تخدهما البراغماتية و الحزبيين موحدين في العمق المصلحي لأكبر دولة في العالم