رسوم “شارلي إيبدو” تصريحات ماكرون والمقاطعة .. “أبو حفص” في حوار مع “مغرب تايمز”

أشعلت تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة، والتي اعتبرها البعض هجوما على الإسلام و”سخرية من المقدسات” فتيل حملة انتقادات شديدة وصلت الى حد المطالبة بمقاطعة المنتوجات الفرنسية, ففي حين اتخذت بعض الدول خطوات جدية لتنفيذ هذه الحملة ، يبقى السؤال المطروح ما جدواها خاصة في دول شمال إفريقيا، المغرب أولا حيث تعتبر فرنسا الشريك التجاري الأول.

وفي المغرب، أدانت وزارة الخارجية “بشدة” الإمعان في نشر الرسوم الكاريكاتورية, وجاء في البيان أنه “بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلام”.

و عن هذا الموضوع أجرى “مغرب تايمز” حوارا مع الباحث و المفكر الإسلامي عبد الوهاب رفيقي للخوض في الرسوم المسيئة للرسول و حملة مقاطعة المنتوجات الفرنسية وردود الفعل…

رأيك في الرسوم المسيئة للرسول وتصريحات ماكرون الأخيرة عن الإسلام؟

الرسوم المسيئة للرسول نشرت في جريدة مستقلة داخل دولة تكفل حقوق التعبير كان من الأجدر عدم الإهتمام بها وإعطائها كل هذا الوزن و لا تستحق أن تستفز مشاعر ايا كان, فالإساءات للأنبياء و الرسل موجودة في كل البلدان وبمختلف التعبيرات لكن كونها صادرة من رئيس دولة و أن يتم ذلك على مبان حكومية أعتقد أنها خطوة متسرعة غير محسوبة العواقب نتائجها يمكن أن تكون وخيمة وتتأثر بها فرنسا, خطوة فيها الكثير من التهور وعدم مراعاة للثقافة الإسلامية التي يدين بها ملاييين الفرنسيين و المقيمين فالسياسة التي دبر بها الوضع بفرنسا كان فيها الكثير من التسرع.

هل تعد مقاطعة المنتوجات الفرنسية حلا ناجعا في صد مثل هذه الأفعال؟

مقاطعة المنتوجات الفرنسية رد “فعل عاطفي بامتياز” لن يصمد أمام الواقع, خصوصا في الحالة المغربية التي تشترك مع فرنسا بشكل كبير ليس فقط اقتصاديا بل تاريخيا و اجتماعيا, فالاقتصاد الفرنسي جد متغلغل في النسيج المغربي بالتالي فالمقاطعة ردة “فعل عاطفية غير عملية غير واقعية وبعد مرور أيام سينسى الناس كل ما حصل وسيعودون لاستهلاك حتى تلك المواد البسيطة التي يدّعون أنهم يقاطعونها اليوم وهي لا تمثل إلا جزءا يسيرا من الإقتصاد الفرنسي.

كيف تفسر “ازدواجية” المغاربة في التعاطي مع حملة المقاطعة؟

الإزدواجية التي يعيشها الكثير من المغاربة هي ازدواجية قديمة للأسف الشديد, سببها أن المغرب ابتلى بنوع من التدين تغلب فيه المظهرية و العاطفة و الشعارات و تغيب فيه القيم والأخلاق بشكل كبير, نوع التدين الذي مرر للمغاربة في العقود الأخيرة يهتم فقط بما هو تمظهري و لا يعتني بالقيم و الأخلاق التي من المفروض أن تكون هي أساس التدين .

الرد الأنسب و الفعاّل في مواجهة “رسوم شارلي ايبدو” وتصريحات الرئيس الفرنسي؟

الوسيلة التي كانت تعتبر ناجعة للتعامل مع هذه الرسوم هي الإعراض عنها و عدم الإلتفاء اليها فذالك كان كفيلا بعدم إثارة كل هذه الضجة ولن يشعل كل هذه الأزمة حتى لن يعرف أحد بوجود تلك الرسوم من عدمها, فكم هي نسبة المتابعين في العالم لجريدة “شارلي ايبدو”؟, من هو واثق من معتقده ومطمئن على ما يؤمن به المفروض ألا تهزه أي إساءة أو إهانات من أي جهة ردة الفعل الأنسب كانت عدم الإلتفات إليها مطلقا.