أكادير .. مدينة “لوغو” الغصب وساكنة بلا هوية

يصادف اليوم تاريخ المصادقة على اللوغو الجديد لمدينة أكادير بعد الزوبعة التي تلت ازالة الستارعن محتوى تصميمه وما خلقه من رفض بين مختلف أطياف المجتمع السوسي و الوطني.

فإلى حدود اليوم كان من المفروض أن يظل اللوغو حبيس دفاتر المجلس الجماعي لأكادير حتى يصل التاريخ الذي ستتم مناقشته والمصادقة عليه من نقيضه, مع الأخذ بعين الإعتبار العريضة التي حملت أزيد من 300 توقيع لمواطنين و لمواطنات من الساكنة عبروا بكل جرأة عن عدم قبولهم الهوية البصرية الجديدة وكلهم آمال أن يتلقوا ردا من رئيس الجماعة .

على الجانب الآخر لاقى اللوغو الجديد انتقادات حادة من حيث طريقة بنائه وتركيبه ومعالجة التصميم، حيث لا يسمح التصميم بأية إيحاءات دلالية وفنية كما ذهبت إلى ذلك الشركة المصممة، ولا تحيل من حيث صياغة الخطاب البصري، على مستوى التصميم والقيمة الغرافيكية وطريقة الابتكار، على الفنون الأمازيغية والعمران التاريخي وخصوصيات منطقة سوس. والعديد من المدن في العالم تعتمد تميزها العمراني أو الثقافي كمنطلق لتحديد هويتها البصرية ، واسم “أكادير” في حد ذاته، كتراث عمراني وثقافي واقتصادي مغربي متأصل، كاف كمنطلق لعمل بصري خلاق, حسب مختصين.

هذا “الميثاق الكرافيكي” الذي تم اعتماده, وجدته الساكنة على واجهات قنوات تابعة لوكالة الرامسا و هاهو اليوم على أعمدة الإنارة من المستودع البلدي, وغدا سنجده عمّم بباقي مرافق المدينة ونكون بذلك مررنا على رأي الساكنة و بعض المنتخبين مرور الكرام مع جزيل التشكرات.

ليس جديدا موضوع التجاهل من طرف المجالس المنتخبة لما يريده المواطنون فمنذ سنوات عجاف و المدينة ترزح تحت نير واقع مؤسف مرير يزيد من هشاشة ما تعانيه من حيف عمراني اجتماعي و اقتصادي , و الواقع أن مثل هذه الأوراش – الهوية البصرية الجديدة للمدينة- التي تكون من هذا النوع ينبغي أن تكون محط علم العموم و لا يجب أن يتمخض عنها قرارات لا علاقة لها بإشراك مواطني المدينة , و في حالة ما حدث طارىء فعلى الساكنة ان تكون على علم بما يدار في محيطها .

فأي دور لتلك “التمثيليات” في دورات المجلس البلدي لأكادير و الإجتماعات “المسرحية” في حين أن القرارات تختم بالشمع الأحمر داخل كواليس “الغرف المظلمة”.