“كلشي باغي يهاجر أكادير”.. في ظل الجائحة الآلاف من الشباب يحتشدون وسط تالبرجت للعمل

أعلنت وكالة توظيف خاصة، في وقت سابق، عن فتح باب التسجيل لفائدة شباب مدينة أكادير الراغبين في العمل بمصانع “رونو” و “بيجو”، بكل من مدينتي القنيطرة وطنجة, مقابل راتب مالي يصل الى 2400درهم.

كاميرا “مغرب تايمز”، زارت مدرسة اليوسفية بمنطقة تالبرجت حيث تم تنظيم عملية تقديم ملفات المترشحين, لتتفاجأ بالعدد الهائل لشباب حجوا لتقديم ملفات ترشيحهم بالآلاف داخل وخارج وبجنبات الفضاء, ما حول العملية الى خطر كبير في وقوع إصابات ب”كوفيد 19″، نتيجة انعدام التنظيم، وغياب اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻻﺣﺘﺮازﻳﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻌﺪوى ﺑﻔﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪ.

و شهد محيط مدرسة اليوسفية بتالبرجت، اليوم االإثنين، ازدحاما خانقا بسبب تواجد عدد كبير من الشبان العاطلين عن العمل، الذين انتظروا لساعات قصد وضع ملفاتهم.

مظهر لأزيد من 6 آلاف شاب جاؤوا مستبشرين خيرا من أجل الإنعتاق من أصفاد “البطالة” و إيمانهم بفرصة نيل منصب من بين ال 26 منصب شاغر، بمدن أخرى بالمملكة, مظهر يدق ناقوس الخطر للتراجع الملحوظ، في فرص الشغل و تحول المدينة الى منطقة تطرد و تلفظ أبناءها خارج محيطها الذي لم يعد يسد رمق “عطالتهم”.

 واقع يطرح أكثر من سؤال : أين هو دور السلطات المحلية بشأن الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بفيروس “كورونا” بين المترشحين لهذا العرض، من قبيل التعقيم وتوفير التهوية الجيدة والتباعد الإجتماعي.

من جهة أخرى، يمكن التساؤل، من يتحمل مسؤولية ضعف الاستثمار بالمدينة وضعف عائده الاجتماعي لفائدة الشباب الباحثين عن عمل؟، ومن المسؤول عن اتخاذ إجراءات مستعجلة لإنقاذ المدينة، وإخراجها من هذه الوضعية المظلمة التي أصبحت تتعقد يوما بعد يوم، ضمانا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لأبناء المنطقة.

واقعة أعادت للأذهان بقوة حادثة “عمال فرنسا”، حيث تقاطر المئات من شباب منطقة أولاد تايمة من أجل التسجيل في عرض عمل داخل إحدى الضيعات الفلاحية، بمنطقة كورسيكا الفرنسية، ما دفع الوكالة المحلية آنذاك الى تأجيل طلبات العمل بسبب الفوضى التي تحولت إلى اشتباكات عنيفة بين الراغبين في الإستفادة من العرض.